الفوضى الإعلامية وتكدير العلاقات بين الدول الشقيقة

الفوضى الإعلامية وتكدير العلاقات بين الدول الشقيقة

أحسنت قناة أم بي سي مصر عندما أوقفت إحدى المذيعات التي أساءت إلى عدد من الدول الإسلامية ومن بينها السعودية. فكثير من القنوات المصرية في هذه المرحلة تعيش حالة من الفوضى في اختيار موضوعاتها واللغة التي تستخدمها، ولا يشغلها سوى تحقيق الإثارة، سعيا للوصول إلى عدد كبير من الناس وتحقيق المنفعة المادية من خلال الإعلانات.

هذه الفوضى الإعلامية أساءت للإعلام قبل كل شيء، وجعلته غير قادر على شرح صورة مصر الحقيقية للعالم الخارجي، في الوقت الذي استطاعت فيه جماعة الإخوان الوصول إلى كبريات الصحف والقنوات العالمية وشن حملات على مصر ونظامها الحاكم.

كيف لمذيعة تنتمي لقناة مثل أم بي سي أن تتحدث بهذا التعميم المخل وتقول بالحرف الواحد إن الدول التي تسمي نفسها إسلامية مثل السعودية وباكستان وقريبا مصر (ولا أدري لماذا قريبا مصر؟ أليست مصر دولة إسلامية حاليا أم ماذا تقصد المذيعة؟) هي أكثر الدول مصابة بالسعار الجنسي والتحرش والختان. فهل من الفهم والمسؤولية أن تقوم مذيعة بإطلاق هذا الحكم غير المسؤول على دول بكاملها؟ أم حالة الفوضى الإعلامية تجعل كل إنسان يقول ما يشاء دون انضباط فكري أو لغوي؟ 

القنوات التلفزيونية تخاطب الملايين والكلمة التي تخرج على الأثير لا يمكن تصحيحها أو إلغاؤها، وحتى إذا حدث هذا التصحيح أو الاعتذار عن ما قيل، يبقى الأثر السيئ للكلمة، على العكس من وسائل الإعلام المقروءة التي تستطيع ضبط الأمور في الوقت المناسب، ولا يجب أن ينسى المسؤولون عن هذه القنوات أن الإعلام يصنع الرأي العام ويؤثر على علاقات الدول ببعضها، وعندما يكون الإعلام تابعا لدولة كبيرة ينبغي عليه أن يقدم المثل والقدوة وأن يبتعد عن الإسفاف والتعميم المخل في الحكم على الناس.

قلت قبل أيام إن وسائل الإعلام غير المنضبطة أساءت إلى العلاقات المصرية السعودية، وعبثت بما لا يجب العبث به في العلاقات بين البلدين.

الجدير بالذكر أن حالة المذيعة التي تم إيقافها ليست الحالة الوحيدة التي تبين مدى الإسفاف الذي وصلت إليه الكثير من القنوات ذات الأهداف الربحية، وهذا يستلزم إعادة ضبط المشهد الإعلامي.