الغارديان والعطف على الإرهابيين

الغارديان والعطف على الإرهابيين

الثلاثاء

5 ديسمبر 2017

 

الغارديان والعطف على الارهابيين

 

“الغارديان مثال سيء للتأطير السلبي الذي تعانيه بعض الأقلام الغربية،المشكلة هي التطرف والارهاب ،وعليهم أن يدركوا ذلك'”

هذه العبارة قالها أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية،عندما ضاق ذرعا بالتغطية غير المهنية التي تتبناها جريدة الغارديان البريطانية لأحداث الإرهاب التي تقع على الأراضي العربية،وكذلك ما يكتبه البعض في نفس الإطار.

والحقيقة أن هذا الوصف مستحق وزيادة لهذه الجريدة التي تفتقد الحياد والموضوعية فيما تنشره عن كثير من الدول العربية.

 

جريدة الغارديان حتى الآن لا تستخدم كلمة الارهابيين في وصفها لمن ينفذون عمليات إرهابية على الأراضي العربية ولكنها تستبدلها احيانا بكلمة المسلحين وأحيانا تستخدم كلمة المتشددين ،وهذا أمر يبين أن هذه الجريدة تساوي بين الارهابيين وبين من يقومون بمقاومة الإرهاب وان دماء الضحايا الذين يسقطون لا يستحقون منها أن تتخذ موقفا منددا بالارهاب وبالارهابيين كموقف طبيعي تتخذه غالبية وسائل الإعلام الاخرى!

 

وكان آخر مثال قدمته هذه الجريدة في تغطيتها المنحازة للإرهاب ما ذكرته في افتتاحيتها يوم ٣٠ نوفمبر عن العملية الإرهابية الجبانة التي راح ضحيتها أكثر من ٣٠٠ شخص ،منهم ٢٧ طفلا خلال صلاة الجمعة في مسجد الروضة بشمال سيناء المصرية.فلم تكتف الجريدة باستخدام مفردات لا تليق بدموية الحدث ولا تحترم الضحايا الذين سقطوا غدرا وهم يصلون،ولكنها راحت تمارس نوعا خبيثا من الدفاع عن الإرهاب والارهابيين.

 

هذه الجريدة تركت كل شيء واهتمت برد الفعل الذي ستتخذه الدولة المصرية ضد منفذي هذه العملية الغادرة ورفضت أن يكون الرد قاسيا على النحو الذي ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي واعتبرت أن استخدام ضد الارهابيين هو الذي يزيد من هذه العمليات.

 

إنه موقف عجيب حقا ،فكيف ترد الدول على مثل هذه العمليات الدموية التي يسقط خلالها هذه الأعداد من الارهابيين؟هل تريد الغارديان أن تقوم الحكومة بعد كل عملية إرهابية بدعوة منفذي العملية إلى مائدة مستديرة لمناقشة مطالبهم؟ أم تريد من الأجهزة الأمنية أن تطلب من أهالي الضحايا المدنيين أن يأخذوا ثأرهم بأيديهم وان يحملوا السلاح هم أيضا للدفاع عن أنفسهم ؟

 

الشيء المخزي خلال ما تطالعنا به هذه الجريدة البريطانية انها تستخدم نفس المفردات وتتبنى نفس المواقف التي تتبناها قناة الجزيرة التي تدعم الارهاب،والتي كانت القناة الوحيدة التي تذيع بيانات وفيديوهات لزعماء الإرهاب في العالم ،ابتداءا من القاعدة وحتى داعش.

 

إن ما تتبناه مثل هذه القنوات من مواقف تدعم الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر هو الذي يعوق أي تعاون دولي في مجال محاربة الارهاب.