العنصرية الأميركية داء عضال

العنصرية الأميركية داء عضال

عندما تم انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية ليكون أول رجل أسود يحكم أكبر دولة في العالم، دهش العالم الذي يعرف جيدا التاريخ الدامي للسود في الولايات المتحدة وما تعرضوا له من مذابح وحرمان على كل المستويات، وتعرضوا للتنكيل، ليس فقط من البيض من أبناء الشعب الأميركي، ولكن من الحكومات الأميركية على فترات زمنية طويلة.
عندما انتخب أوباما، اعتبرنا أن هذا إعلان من الشعب الأميركي أنه تخلص نهائيا من العنصرية ومن كراهية السود وأن أميركا التي طالما نكلت بالسود والهنود الحمر دخلت عهدا جديدا بلا عنصرية، وأن الرجل الأبيض يمكن أن يقوم بإنقاذ حياة رجل أسود في موقف ما كما يفعل مع بني جلدته البيضاء وأن البيض من أبناء أميركا لن يتركوا السود المصابين في حادث سيارة أو غيره ينزفون حتى الموت كما سمعنا وقرأنا كثيرا من قبل.
وعلى الرغم من تبوء كولن باول منصب وزير الخارجية الأميركية ومن بعده كوندوليزا رايس، إلا أن الوصول إلى كرسي الرئاسة من قبل رجل أسود هو الحدث الأكبر للسود خلال تاريخهم، لأن وزير الخارجية أو غيره من الوزراء لا يتم انتخابه من قبل الشعب كما يحدث مع الرئيس.
ولكن يبدو أن العنصرية مستقرة في نفوس الأميركيين إلى درجة لا يمكن محوها أبدا، فقد رأينا ما فعلته الشرطة الأميركية مع رجل أسود ذي ساق واحدة من إهانات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توجهها لأي مواطن أميركي أبيض.
فقد كان في تسجيل مصور تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي خمسة من رجال الشرطة في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية يقومون بالاعتداء بالضرب المبرح على هذا الرجل المعاق، وأظهر التسجيل احد رجال الشرطة وهو يقف فوق ساق الرجل الصناعية.
هل كان الرجل ذو الأصول الافريقية خطرا إلى هذا الحد لكي يفعل به رجال الشرطة ما فعلوه، خصوصا وقوف أحدهم فوق ساقه الصناعية التي حياته فيها ولا يمكنها أن تفعل أي شيء؟
هذا المشهد يستحق الغضب الذي تولد لدى رواد وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا أن أبطاله رجال أمن يناط بهم دفع الخطر عن كل مواطن أسود أو أبيض.
نريد أن نعرف هل ستقوم السلطات في الدولة الكبيرة التي تدافع عن القطط والكلاب والشواذ جنسيا بمعاقبة الذين ارتكبوا هذا الفعل؟ أم أن القيم الأميركية خلقت فقط لتطبق على غير أميركا؟.