العرق .. إلى أين؟

العرق .. إلى أين؟

بـُثينه خليفه قاسم

6 أكتوبر 2019

 

العراق إلى أين ؟

 

ما يجري في العراق الآن شيء يدعو إلى الحزن على هذا البلد الشقيق الذي لم تندمل جروحه رغم السنين الطويلة .قبل تسعة عشر عاما أسقط الاحتلال الأمريكي نظام الرئيس العراقي صدام حسين وظن العراقيون أن أيام العراق الجميلة سوف تبدأ على الفور بعد زوال صدام ونظامه ،خاصة وأن العراق بلد غني بكل شيء ويمكنه بموارده وإمكانياته أن يقوم بسرعة وأن يعوض ما فاته خلال وقت قصير ،فالعراق هو بلد النفط والماء والأرض الطيبة .

 

ولكن بعد تسعة عشر عاما أصبح العراق القوي برجاله الغني بموارده الطبيعية في حال أسوأ بكثير مما كان عليه أيام صدام حسين !من كان يصدق أن تتدهور أحوال المواطن العراقي الى الحد الذي يجعل رئيس الحكومة العراقية يفكر في إعداد قانون يمنح راتبا للأسر التي ليس لها عائل ؟

 

لقد استيقظ العراقيون صباح الجمعة ٤ أكتوبر الجاري على أصوات الرصاص الذي يدوي في أرجاء بغداد وغيرها من المدن العراقية التي لا تفتأ تستريح من من القتل .واحد وثلاثون  عراقيا سقطوا برصاص قوات الأمن خلال تظاهرهم ضد الفساد ومطالبتهم بلقمة العيش في هذا البلد الغني !

 

فما الذي حدث وأين ذهبت أموال العراق ؟ وما الذي جنـاه العراقيون بعد كــــــــل هذه السنوات ؟وهل ما يقال في وسائل الإعلام عن نهب مليارات العراق منذ سقوط نظام صدام كــلام صحيح ؟

 

وحتى لو لم يكن صحيحا يظل السؤال الأهم قائما وهو : لماذا احتاج العراق لكل هذه السنين لكي ينهض وهو البلد الغني بموارده ؟

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خرج علينا فجأة ليقول إن العراق أيام صدام كان أفضل ألف مرة وان احتلال العراق كان خطأ كبيرا، فيالها من مأساة أن تسير شعوبنا العربية خلف أوهام وخلف سراب !

 

الولايات المتحدة قامت بتدمير العراق وإيران قامت بنهب العراق والمواطن العراقي لم يحصل على شيء، والديكتاتورية التي قامت الدنيا لتزيلها من العراق تم استبدالها بشيء أسوأ بكثير من الديكتاتورية ،فلا أمن ولا أمان ،وبدلا من أن يثور العراقي من أجل الحرية أصبح يثور من أجل اللقمة ،ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .