بثينه خليفه قاسم
٢ يناير ٢٠٢٢
العرافون وكوارث العام
مع بداية العام الجديد او قبل بدايته بوقت قصير تقوم وسائل الإعلام الراغبة في تحقيق انتشار لنفسها بالسعي إلى العرافين أو العرافات لإطلاق نبوءات عن العام الجديد وما ينتظر البشرية من أحداث خلال العام الجديد .
وبما ان البشرية منذ عامين على الأقل قد أصبحت مسكونة بالخوف والرعب من جراء الوباء والكوارث ،فقد أصبح العنوان الرئيس لهذه الوسائل هو أن العرافة تبشر العالم بالهلاك والدمار والكوارث التي لا قبل لها بها.
شيء عجيب ان يكون أهم ما تهتم به وسائل الإعلام هو الانتشار للحصول على الإعلانات مهما كان المضمون الذي تقدما سببا لليأس والاكتئاب وكافة الأمراض النفسية، وكأن الأمراض النفسية التي أصابت ملايين البشر بسبب الوباء لا تكفي لكي تعفينا هذه الوسائل من رسائل التيئيس التي تبثها والدمار الذي سيضرب الكرة الأرضية ويقضي على البشر .
لو قمنا بقياس المساحة التي تدعو للتفاؤل فيما تبثه وسائل الإعلام والمساحة التي تدعو إلى العكس لوجدنا فرقا شاسعا وهذا يؤكد ان وسائل الإعلام تستفيد من حالة الذعر والترقب التي تنتاب البشرية وتقوم بالترويج لأخبارها المرعبة بشكل غير أخلاقي .
ان السعي إلى الكسب فقط ونسيان الدور الاجتماعي والأخلاقي لوسائل الإعلام أمر غاية في السوء، لأنه من المفترض أن تقوم هذه الوسائل في وقت المحن بمساعدة الناس على تجاوز هذه المحن لا أن تقوم بإضافة محن جديدة للمحن التي يعاني منها الناس بالفعل .