العدوان الإسرائيلي الهمجي على المسجد الأقصى

العدوان الإسرائيلي الهمجي على المسجد الأقصى

من أسوأ تبعات الاضطرابات أو الثورات التي حدثت في عالمنا العربي خلال الأعوام الماضية أنها وجهت طعنة نافذة لقضية العرب الأولى والأساسية التي عملوا من أجلها على مدار أكثر من نصف قرن، ألا وهي القضية الفلسطينية.
فقد أصبحت الدول العربية، أو معظمها إن أردنا التدقيق، تبحث عن سلامتها الشخصية وبقائها على الخريطة ونجاتها من الطائفية المقيتة التي استخدمت كمعول هدم لبقاء الدول وتماسكها.
بداية تصدع القضية الفلسطينية – إن صح هذا التعبير – كان الانشقاق الذي صنعته حركة حماس وطعنت به القضية وتركتها تنزف منذ سنوات، ثم اكتملت المأساة عندما جرى على دول عربية أخرى ما جرى على فلسطين، حيث الثورات التي أطلقت الطائفية من عقالها وهددت بقاء هذه الدول وشغلتها بنفسها ونقلت القضية الفلسطينية إلى الهامش إن لم تكن قتلتها كما يرى المتشائمون.
واستفادت إسرائيل إلى أقصى مدى من الحالة التي وصلت إليها الأمة، إن لم تكن هي المستفيد الوحيد من هذه الحالة، ليس فقط لأن ما تمر به المنطقة شغل العالم كله وجعل الإعلام العربي يسبح في تيارات بعيدة ويترك القضية الفلسطينية تبهت تدريجيا حتى تتلاشى من أذهان الأجيال القادمة، ولكن لأن عودة الدول العربية إلى حالتها الطبيعية التي تمكنها من الضغط من أجل القضية مسألة ستطول.
كل هذه الأمور تفسر العدوان الإسرائيلي الصارخ والهمجي على المسجد الأقصى الذي هو من مقدسات المسلمين.
هذا العدوان يبين استخفاف إسرائيل بالعرب والمسلمين في الوقت الحالي وفي ظل الحالة غير المسبوقة التي تمر بها الأمة العربية.
فأية كارثة هذه التي وصلت إليها أحوال الأمة وجعلتها تصمت أمام إهانة أخص مقدساتها؟ وهل ستكون لنا عودة قريبة أم أننا خرجنا من التاريخ وسوف نظل أمة مهزومة لأجيال قادمة وحتى يطرأ على العالم ما يمكن أن يغير موازين القوى؟.