العالم كله يستخدم الإرهاب والعالم كله يلعن الإرهاب!

العالم كله يستخدم الإرهاب والعالم كله يلعن الإرهاب!

جميع الدول الكبيرة والصغيرة تلعن الإرهاب، ليلا ونهارا، وتطالب بالوقوف في وجهه لأنه سيطال الجميع، ولكن الواقع الموجود والواضح على الأرض هو أن أحداث العالم، منذ فترة قد تمتد، تدار بواسطة الإرهاب،فالإرهاب هو سلاح وأداة الجميع بأشكال وبتعريفات مختلفة.
فإيران تستخدم الإرهاب الشيعي في تحقيق أهدافها في المنطقة وتركيا تستخدم الإرهاب السني سعيا لاستعادة مجدها الغابر، والإرهاب الشيعي يتهم الإرهاب السني والإرهاب السني يتهم الإرهاب الشيعي، وأنصار الإرهاب الشيعي في وسائل الإعلام لا يعتبرون أنفسهم إرهابيين، وأنصار الإرهاب السني نفس الشيء.
والولايات المتحدة وغيرها من الدول خارج المنطقة تستخدم هذا تارة وتستخدم ذاك تارة أخرى على حسب الظروف والمصالح!
فمصير العراق سيتقرر عن طريق الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الإرهابية الشيعية والسنية، ومصير اليمن سيتقرر عن طريق الارهاب، ومصير سوريا سيتقرر عن طريق الارهاب.
وأصحاب المؤامرة في حالة كفاح لا تهدأ من أجل تدشين الارهاب في السعودية والبحرين والكويت والإمارات ومساعدة الإرهاب بكل أشكال المساعدة في مصر من أجل إتمام خطة إعادة تقسيم العالم العربي وتحويله بالكامل إلى دويلات تتشابه في الحجم والسكان مع إسرائيل ولكنها تقل عنها كثيرا في تسليحها واقتصادها وجميع عناصر القوة الأخرى.
هذه هي الأداة وهذه هي الحرب التي تدخل ضمن ما يسمى بحروب الجيل الرابع حيث تعبث الدول الكبرى بمقدرات ومصائر الشعوب الأخرى وتحولها إلى برك من الدماء دون أن تفقد هي قطرة دم واحدة من جنودها، ودون أن يتحمل اقتصادها دولارا واحدا، بل على العكس فهي تستفيد اقتصاديا من مثل هذه الحروب عن طريق بيع السلاح للجميع.
من من الناس يمكن أن يقتنع أن تقوم جماعة إرهابية بالانتصار على دولة بكاملها؟ من يقتنع بأن الحوثيين قاموا بما قاموا به في اليمن من تلقاء أنفسهم ودون مساعدات تسليحية ومالية من دولة مثل ايران وغيرها؟
ومن يصدق أن يفر الجيش العراقي الذي كان كبيرا وقويا مثل الدجاج أمام تنظيم داعش الإرهابي؟
وكما أن الارهاب في منطقتنا هو اداة إيران وتركيا لإنجاز مشروع كل منهما، فالإرهاب هو أداة الولايات المتحدة لكي تغير نواميس الطبيعة وتبقى امبراطورية قوية إلى الأبد ولا يجري عليها ما جرى على الامبراطوريات التي سبقتها، فهي لا تريد للاقتصاد ولا للحروب ولا لأية أداة أن تنهي العصر الأميركي، ورأينا ماذا فعلته في الماضي القريب لإسقاط الاتحاد السوفيتي وما تفعله حاليا منعا لظهور اية قوة أخرى.
هذا هو الحال، وهذه هي رؤيتي للأمور، ومن لديه رؤية أخرى فلا يبخل علينا بها.