بثينه خليفه قاسم
10 نوفمبر 2020
العالم سيبقى في مكانه
الذي يتابع كم المواد والتحليلات والتقارير التي تكتب حول ما تمخضت عنه الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية يشعر وكأن الدنيا ستنقلب رأسا على عقب وأن الأنهار ستجف وأن الجبال ستنقل من مكانها لأن الرئيس الجمهوري رحل والرئيس الديمقراطي جاء ولأن الرئيس الجديد سيهدم كل ما صنعه الرئيس القديم.
لستُ من بين المحللين والمنظرين الكبار في مجال السياسة والعلاقات الدولية ولكنني مع ذاك أرى أن العالم سيبقى مكانه ولن تزلزل الأرض زلزالها بسبب تغير رئيس دولة حتى لو كانت أقوى دولة في العالم.
صحيح أن الولايات المتحدة دولة عظمى وستبقى كذلك لفترة طويلة وأن الانتخابات الأمريكية أمر يشغل العالم كله ويؤثر بدرجة ما على الأصدقاء والأعداء والحلفاء ولكن ليس إلى هذا الحد خاصة مع الدول التي تملك من أسباب القوة الاقتصادية والعسكرية الكثير .
العالم تحكمه المصالح وليس الباعث الشخصية ومشاعر الحب والكره وعلاقة الرئيس القادم بهذا الرئيس أو هذا الحاكم لأن كل رئيس مسئول أمام شعبه وأمام مؤسسات الدولة التي يحكمها.
المصالح تجعل هذا الرئيس أو ذاك يرسم ابتسامة عريضة على وجهه وهو يلتقي بأعداء بلده دون أي اعتبار للمشاعر الشخصية.
وبالتالي ليس من المنطقي كل هذا الذي يطرحه الإعلام من تقارير حول ما يتوقع أن يقوم به الرئيس الأمريكي المنتخب تجاه عشرات الدول وليس دولة أو دولتين، وليس فقط الدول التي تسمى مارقة أو الدول المعادية للولايات ولكن حتى الدول المتحالفة تاريخيا مثل بريطانيا.
الرئيس القادم لن يحارب العالم كله ولن يعادي العالم كله لأنه يعمل مع مؤسسات راسخة ولا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.
ولذلك فأنا لا أتوقع كما يتوقع غيري بأن الرئيس الجديد سيفعل كذا للصين أو مع روسيا أو مع بريطانيا أو مع السعودية أو مصر أو غيرهم. ولكن الشيء الوحيد الذي أتوقعه أن يسعى الرئيس إلى تحقيق مصالح الولايات الأمريكية بكافة السبل .