بثينه خليفه قاسم
٦ فبراير2022
الطفل ريان وحد العالم
حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في بئر في قرية بشمال المغرب الشقيق أحدثت رد فعل لم يسبق له مثيل، ليس فقط لدى الشعب المغربي ولا حتى الشعب العربي، ولكن على مستوى العالم.
توحدت الإنسانية كلها في لحظة نادرة من لحظات التاريخ وصلى العالم كله على اختلاف دياناته من أجل الطفل ريان الذي قامت المملكة المغربية بكل ما في امكانها من أجل إنقاذ هذا الطفل الذي أصبح أشهر طفل في العالم وسوف يبقى كذلك لوقت طويل.
تقمص كل أب وكل أم دور والدة ريان ووالده ورفع الجميع أكف الضراعة لكي يروا ريان يتحدث ويأكل ويعانق والديه من جديد . يا لها من مأساة لم يتخيلها جهابذة السينما والفن في العالم.
انا شخصيا أجلت الكتابة عن ريان في هذه الزاوية مرات عديدة لأني كغيري من كل الأمهات والاباء أريد أن أفرح أولا بنبأ إنقاذ ريان ودخوله في حضن أمه المسكينة. ولكنني قررت فجأة أن أسجل خواطري هنا خاصة وأن الدروس العظيمة التي رأيناها قد تحققت بالفعل وأهمها أن الإنسانية والتعاطف ليس لهما وطن أو دين أو قومية.
لقد رأينا على الشاشات حجم الألم والتعاطف واللهفة التي عبر عنها أطفال ونساء ورجال هذا الوطن العربي الكبير وبات الكثيرون أمام هذه الشاشات ينتظرون بين وقت واخر الخبر الذي سيشفي كل القلوب.
ورأينا رجالا مغربيين يصلون الليل بالنهار وينامون في العراء في طقس غاية في القسوة من أجل إنقاذ هذا الطفل الذي اهتزت له أوتار القلوب وسالت الدموع في أنحاء العالم .
ورأينا مسئولين مغربيين لا ينامون خلال إدارة هذه الأزمة الإنسانية التي كشفت إلى أي مدى تهتم الحكومة المغربية بحقوق الإنسان.
ولكن تبقى مشيئة الله عز وجل هي الأكثر حكمه بين كل ذلك ، رحمك الله يا صغيري، أنت الآن في مكان أكثر أمناً وسلاماً..