بثينه خليفه قاسم
28 نوفمبر2019
الطبيب المتحرش
لماذا أصبحنا نقرأ كثيرا في أيامنا هذه عن الطبيب المتحرش الذي يخون مهنته وينتهك حرمة المريضة التي استأمنته على نفسها ؟
لا يكاد يمر وقت طويل حتى تطالعنا وسائل الإعلام بطبيب هتك عرض سيدة أو فتاة في عيادته، ولا يقتصر الأمر على طبيب النساء ولكن حتى أطباء الأسنان قرأنا عنهم حوادث مشابهة .
وكانت آخر حادثة تحرش جنسي قرأنا عنها هي حادثة قيام طبيب تجميل في إحدى الدول الخليجية بهتك عرض سيدة أمريكية جاءت إليه لتجري عملية معينة ،ولكنه خالف القواعد الأخلاقية لمهنته واعتدى على هذه السيدة ونال جزاءه العادل حيث حكم عليه بالسجن في بلده بتهمة هتك العرض .
وقبل ذلك قرأنا عن أطباء في دول عربية أخرى قاموا بتثبيت كاميرات داخل غرفة الكشف لتصوير عورات النساء أثناء الكشف عليهن أو علاجهن ووصلت الأمور في بعض الحالات إلى حد الابتزاز الجنسي .
ونظرا لتكرار مثل هذه الحوادث فلابد من وقفة من قبل كل من يهمه الامر ،خاصة كليات ونقابات الأطباء ووزارات الصحة في مختلف الدول العربية، ولابد من وضع معايير معينة يتم على أساسها الترخيص للأطباء لممارسة هذه المهنة ،ولابد من التركيز على أخلاقيات المهنة خلال سنوات الدراسة في كليات الطب ،وبعد هذا لابد من التشدد في مواجهة الانحرافات التي تقع ،ليس فقط من النواحي القانونية ،ولكن أيضا من ناحية النقابات أو الجمعيات الطبية التي ينبغي عليها أن تتخذ موقفا حازما في مواجهة أي
انحراف مهني ولو كان بسيطا .
فانحراف الطبيب انحراف المعلم أمر غاية في الخطورة ،فكلاهما مؤتمن على أمانة معينة، وانحراف أحدهما أو كلاهما أمر يدعو إلى الفزع ويؤثر سلبا على كل أبناء المهنة ويفقد المجتمع الثقة في من هم مؤتمنون على أعراض الناس وعلى عقول الشباب.
نقول هذا الكلام ،بطبيعة الحال ونحن نقدم كل الاحترام والتقدير لكل شرفاء هذه المهنة وهم أغلبية على كل حال ،فنحن لا نقصد الإساءة للأطباء أو لغيرهم ،ولكننا في نفس الوقت لابد أن نواجه ونعاقب كل من يسيء لشرف هذه المهنة الإنسانية .