الضربة المصرية لداعش

الضربة المصرية لداعش

الضربة التي وجهتها القوات الجوية المصرية لتنظيم داعش الإرهابي على الأراضي الليبية، كانت ضرورية ولا غنى عنها في هذا التوقيت من الحرب المصرية والعربية على الإرهاب، وأدى النجاح الكبير الذي حققته الضربة في إصابة وتدمير أهدافها المحددة إلى إثلاج الصدور، ليس فقط على مستوى الرأي العام المصري ولكن على مستوى الرأي العام العربي كله، ولا يستثنى من ذلك إلا رعاة الارهاب ومؤيدوه وممولوه.
وزاد من التأثير النفسي الايجابي لدى الناس، كون هذه الضربة قد نفذت بعد فترة وجيزة من قيام ذلك التنظيم المجرم بذبح المصريين الذين كانوا قد اختطفوهم قبل فترة، حيث كانت حالة الغيظ، بل الغليان على أشدها لدى الناس. فسرعة القصاص كانت غاية في الأهمية، لأنها قطعت الطريق على المزايدين والذين كانوا سيستخدمون هذه الحادثة في التقليل من شأن الجيش المصري الذي كان الناجح الوحيد بين نظرائه في إفشال مخطط جعل مصر مثل ليبيا واليمن.
لأنها قدمت شهادة جديدة على قدرة الجيش المصري على دحر الإرهاب اللعين وجعلت الشعب المصري يزداد التفافا حول رئيسه وجيشه، خصوصا أن مصر تنتظرها حرب طويلة مع الارهاب، وهي الحرب التي تقتضي أن يقف المصريون جميعا صفا واحدا خلف قيادتهم لتحقيق النصر في هذه الحرب.
ويجب أن ندرك جميعا ان ما جرى على الأراضي الليبية ليس شيئا مختلفا عن ذلك الذي يجري في سيناء،فالعدو هو نفس العدو والذين يدعمون هذا العدو ويستخدمونه من أجل إسقاط مصر هم أنفسهم أيضا، ويكون اختطاف المصريين في ليبيا ثم ذبحهم تكتيكا من قبل أصحاب المؤامرة لجر مصر إلى الصراع على جبهة اخرى لتشتيت قدرات قواتها المسلحة بهدف تخفيف الضغط على الجماعات الارهابية الموجودة في سيناء.
وسواء كان هذا الظن صحيحا أم لا، فمصر حتما وفي كل الأحوال، ستخوض غمار هذه الحرب، لأن الحالة الليبية الحالية هي جدار النار الثاني الذي يحيط بها وبأمنها واستقرارها، حيث الجدار الأول هو سيناء وما يجري فيها، فتفكك الدولة الليبية ووجود السلاح بأيدي الجميع سيصبح، بل لنقل أصبح بالفعل كارثة كبرى على أمن مصر واستقرارها.
وهذه الحادثة الحقيرة التي نفذها هؤلاء المجرمون ضد المصريين، قابلة للتكرار مرات أخرى، خصوصا أن عددا كبيرا من المصريين موجود على الأراضي الليبية.
صحيح أن الخارجية المصرية حذرت المواطنين المصريين مرارا من السفر إلى ليبيا ودعت المقيمين هناك إلى العودة وقدمت تسهيلات معينة لمن يريد أن يعود إلى بلده، ولكن هناك الآلاف من الموجودين غير قادرين على السفر، في ظل المخاطر التي تحيط بأي انتقال من مكان إلى آخر.