الشيطان يعظ

الشيطان يعظ

الشيطان يعظ هو اسم فيلم مصري معروف لا أتذكر أحداثه كاملة ولكن يكفيني اسم هذا الفيلم للاستدلال الذي أريده، ففي أيامنا هذه مات الحياء السياسي وانتهى زمنه وأصبحنا في زمن البجاحة السياسية، وأهم سمات هذا الزمن أن الإنسان قد يغير مبادئه أكثر من أن يغير ملابسه، فاليوم يقول أن أشياء معينة تأتي ضمن الطهر والعفاف وغدا يقول إنها رجس من عمل الشيطان، هذا هو الواقع بكل أسف في مجال السياسة خصوصا إذا تحدثنا عن الحروب بين الخصوم السياسيين والمزايدة والتخوين.

ينطبق هذا الكلام على مشكلة تيران وصنافير الجزيرتين اللتين أصبحتا من نصيب المملكة العربية السعودية بعد أن وافق مجلس النواب المصري على اتفاقية ترسيم الحدود بين الدولتين الشقيقتين مصر والسعودية.
فمنذ فترة طويلة يقوم الخصوم السياسيون للرئيس عبدالفتاح السيسي ومعهم جماعة “الإخوان” باستغلال هذه المسألة في تحريض المصريين على نظام الرئيس السيسي سعيا لإسقاط هذا النظام متبعين استراتيجية بهدفين محددين، الهدف الأول كما ذكرنا هو إسقاط النظام الذي يعني هذه المرة إسقاط الدولة المصرية لا قدر الله والهدف الثاني وهو أضعف الإيمان بالنسبة لهم وهو ضرب العلاقات المصرية السعودية وتخريبها لخدمة أعداء هذه الأمة.
هؤلاء لا يتحدثون عن أن ما جرى بين مصر والسعودية اتفاقية لترسيم الحدود ارتضتها الدولتان منذ فترة طويلة وفق قواعد القانون الدولي وأن ما حدث الآن نتيجة لما ارتضاه الطرفان من قبل، ولكنهم بكل بجاحة يقولون للناس إن السيسي باع الجزيرتين للسعودية ويستغلون عدم معرفة الكثيرين قواعد القانون الدولي وتاريخ الجزيرتين اللتين أخذتهما مصر بموافقة السعودية لحمايتهما من إسرائيل، فيملأون عقول الناس بكلام عن الوطنية والتراب الوطني.

يستغلون العاطفة الوطنية للشعب المصري ليبثوا سمومهم ويصفوا حساباتهم مع نظام الرئيس السيسي، رغم أن استطلاع رأي لمركز بصيرة المعروف بين أن أربعين بالمئة من المصريين لا يعرفون شيئا عن تبعية هاتين الجزيرتين.

ولكن أغرب شيء حول ما يروجه أعداء الرئيس السيسي هو أنهم أنفسهم لا يؤمنون بكلمة وطن ولا يؤمنون بكلمة حدود ولا علم، فعقيدتهم لا تعترف بكلمة وطن ويعتبرون الوطن حفنة تراب نتنة!
كيف يخونون السيسي الذي وضع روحه على كفه لكي تبقى مصر وتبقى الأمة وهم الذين قال مرشدهم في مناسبة ما “طز في مصر”!
إذا كانت هذه عقيدة الإخوان المسلمين فلماذا يتباكون على جزيرتين رجعتا الى السعودية بإرادة حرة للحكومة المصرية؟
لماذا لا يقولون للناس إن مصر الكبيرة لا يليق بها إلا أن تتصرف بنبل تجاه شقيقاتها العربيات؟ هم لن يقولوا شيئا من هذا لأن هدفهم معروف ونواياهم غير طيبة تجاه مصر.