الشيخ عبدالرحمن الفاضل… هكذا يتحدث العقلاء

الشيخ عبدالرحمن الفاضل… هكذا يتحدث العقلاء

هناك فرق بين الرجال العقلاء الذين يزنون الأمور بميزان صحيح ويفكرون في مصلحة الأمة ويعرفون مسؤولياتهم ويؤدون واجبهم نحو الله والوطن، وبين الباحثين عن الإثارة والباحثين عن دور أو زعامة. في زمن الفتنة الذي نعيش فيه الآن، أصبحت أمانة الكلمة أمرا مهما لصلاح هذه الأمة وبقائها على قيد الحياة خصوصا إذا كان صاحبها من شيوخ الدين الذين يسير الناس خلفهم ويستندون في مواقفهم التي يتبنونها إلى ما يراه هؤلاء الشيوخ.

هناك كلمة يطلقها شيخ تتسبب في قتل المئات وربما الآلاف وربما تشعل حربا لا يعرف أحد نهايتها، وهناك كلمة يمكن أن تمنع اشتعال الحرائق وتحقن دماء البشر.

لذلك حسم ديننا الحنيف المسألة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المرء يتحدث بالكلمة لا يلقي لها بالا فيهوي بها في جهنم أربعين خريفا. وهذا توضيح من الرسول صلى الله عليه وسلم لخطورة الكلمة التي ينطق بها الإنسان خصوصا إذا كان هذا الإنسان من قادة الرأي الذين يسير خلفهم المئات من البشر.

وشتان ما بين خطبة أو درس يسيء إلى صاحبه، بل للدولة التي يعيش على أرضها الخطيب، وبين خطبة ترفع صاحبها وتقدم الوجه المشرق للدولة التي ينتمي إليها الخطيب.

الرجل الفاضل، الدكتور عبدالرحمن الفاضل، قدم الصورة المشرقة للبحرين، الدولة المسالمة التي ترفض الإرهاب والعنف وتعف عن التدخل في شؤون غيرها من الدول عندما خصص خطبة الجمعة بكاملها للحديث عن محنة دولة شقيقة هي مصر، ندد فيها بالإرهاب الذي تعرضت له الكنائس وراح ضحيته مواطنون مسيحيون ومسلمون، وتحدث عن فضل مصر الذي ورد في الكتاب والسنة ودعا للوقوف بجانبها في هذه المحنة.

ولنتخيل العكس، فلو أن هذا الشيخ قام في خطبته هذه بتكفير المسيحيين وتكفير الضابط المصري المسلم الذي احتضن الإرهابي ليحمي بني وطنه ويقدم روحه ثمنا لذلك، ماذا سيكون تأثير فتواه على  الناس؟ تحية تقدير واحترام للدكتور عبدالرحمن الفاضل الرجل الذي عبر عن نفسه وعن بلده خير تعبير وقدم الصورة الصحيحة للبحرين الرشيدة الراقية التي تتحمل مسؤوليتها في أوقات المحن.