بثينه خليفه قاسم
10 مارس 2019
الشيخة مي بنت محمد وتاريخ من العطاء
سعدنا جدا باختيار الشيخة مي بنت محمد ال خليفة للفوز بلقب شخصية التراث العربي لعام ٢٠١٩ من قبل المركز العربي للاعلام السياحي والحصول على الجائزة التي تعد ارقى جائزة يمنحها هذا المركز للشخصيات التي أسهمت بشكل كبير في الحفاظ على المكونات الثقافية في بلدانها بشكل خاص وفي أنحاء الوطن العربي بشكل عام .
لاشك أن اسم الشيخة مي بنت محمد ال خليفة سيرتبط بتاريخ الثقافة والتراث في مملكة البحرين نظرا لما قامت به من جهد غير عادي،ليس فقط في الحفاظ على هذا التراث وتصنيفه وتنظيمه ،ولكن في تقديمه الى العالم ووضع البحرين في مكانها اللائق على خريطة التراث العالمي .
وقد جاءت إنجازات الشيخة مي بنت محمد نتيجة لعشقها للثقافة والتراث وادراكها الواعي لقيمة التراث في رسم صورة الدول واعطائها ملامحها المميزة في أذهان شعوب العالم .
فشتان ما بين الشخص الذي يعمل وينجز بحكم وظيفته أو لأن القدر شاء أن يعمل في هذا المجال أو ذاك وبين الشخص الذي ينجز بحكم حبه وانتمائه لبلده ،لأن الثاني سيبدع وسيواصل الابداع ،وهذا هو ما حدث مع الشيخة مي بنت محمد بالضبط.
الشيخة مي لم تنتظر لتصبح وزيرة لكي تحمي تراث البحرين وتنفض عنه الغبار وتقدمه الى العالم ،ولكنها منذ صغرها اختارت ما تفعله واستطاعت أن تقدم لبلدها شيئا سيظل مرتبطا باسمها عبر التاريخ .
الشيخة مي لها دور كبير في رسم الصورة الذهنية ،ليس فقط للمرأة البحرينية والعربية ،ولكن في رسم الصورة الذهنية البحرين في أذهان شعوب العالم لأنها استطاعت أن تدمج بين الثقافة والتراث والسياحة واستطاعت أن تصنع نوعا من التواصل البناء مع شخصيات ونخب عربية وعالمية ذات احترام وذات تأثير .
الشيخة مي هي صاحبة مشروع الاستثمار في الثقافة الذي فتحت من خلاله الشراكة بين قطاع الثقافة والمؤسسات المالية والمصرفية ،وهي التي صنعت مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث واستطاعت من خلاله أن تبني جسورا ثقافية كبيرة مع شخصيات وهيئات عربية وعالمية .
وفي النهاية ،فان تكريم الشيخة مي بنت محمد الذي جاء للصدفة في يوم المرأة العالمي لهو تكريم للمرأة البحرينية والعربية.ونحن إذ نفتخر بهذا التكريم المستحق لسيدة بحرينية ،نقدم كل التهنئة في يوم المرأة للشيخة مي وندعو لها بدوام التقدم والابداع .