الشعب البحريني الذي حسم أمره واختار مستقبله في العام 1971، اليوم يتعرض للعبث بمستقبله من قبل إيران التي لم تتغير طيلة السنوات الأربعين الماضية، فهي اليوم تستخدم الملف الطائفي من أجل تحقيق أطماعها القديمة، فما هو الرد المناسب الذي يجب أن يقوم به هذا الشعب الذي أكد عروبته منذ ذلك التاريخ؟
الجامعة العربية رفضت التصريحات الفجة التي قالها المرشد الأعلى الإيراني واعتبرتها تدخلا في شأن دولة مستقلة ذات سيادة، والأزهر الشريف رفض بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين، ولكن يبقى الأهم في الموضوع أن يكون للشعب البحريني الصوت الأعلى في التصدي لمحاولات طمس هويته وجره إلى الاقتتال الطائفي لكي تمحى الدولة البحرينية من على الخريطة.
عندما صوت الشعب البحريني واختار مستقبله، كان السنة والشيعة يعبرون عن هويتهم العربية ويرفضون أي انتماء أو توصيف آخر، وبالتالي لابد لهذا الشعب أن يعلن اليوم عن نفسه ويجدد إيمانه بوطنه من جديد ويقطع الشك باليقين ويسكت كل الأصوات النشاز التي تهينه بالطعن في هويته.
لابد ان يخرج الشيعة قبل السنة ليعبروا عن انتمائهم ويرفضوا أي توصيف يوجه إليه غير كونهم بحرينيين مخلصين لبلدهم ويقولوا لكل من يهمه الأمر إنهم على استعداد أن يجوعوا ويربطوا أحجارا على بطونهم ولا يفرطون للحظة في الوطن.
إنها فرصة لتصحيح كل الأوضاع وتنظيف الثياب من أية بقع لطختها وإعلان الوطنية في أقوى صورها.
فقولوها قوية يا أبناء وطني ولن تندموا، قولوا للجميع إن أبناء البحرين ليسوا أداة لأحد ولن يكون بينهم حصان طروادة الذي يدخل من خلاله الأعداء إلى قلب البحرين.
قولوا للعالم كله إننا تعلمنا الدرس ولن نستغفل بعد اليوم ولسنا بحاجة لأحد، فليوفر أصحاب الخطط خططهم ويتركونا وشأننا.
قولوا للجميع إن الرصاص الذي وجه إلى صدور رجال الشرطة هو في الحقيقة موجه إلى قلب البحرين كلها.
فلنخرج جميعا في ميدان واحد كما صلينا في مسجد واحد ولنؤجل همومنا من أجل الوطن، ولنكتب للبحرين تاريخا جديدا ونعطي درسا لكل الطوائف المتقاتلة في أنحاء العالم ونعلن أمام العالم أن الشعب البحريني استطاع ان يهزم الطائفية ويزيد من تلاحمه في مواجهة الخطر.