بثينه خليفه قاسم
27 يونيو 2019
السودان إلى أين ؟
نفس السؤال الذي طرح مرات من قبل فيما يتعلق بليبيا وبسوريا وباليمن وبالجزائر ،نحن نسأل الأن السودان إلى أين ؟هذا السؤال يأتي نتيجة حالة الغموض وعدم اليقين حول ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع على النحو الذي حدث في دول عربية أخرى سبقت السودان وسقطت في الفوضى مع الأسف الشديد نتيجة لتشدد جميع الأطراف واصرار كل طرف على إلغاء بقية الأطراف .
ويعد القاسم المشترك بين جميع الدول العربية التي انهارت هو إسقاط الجيش أو إدخال الجيش في صراع مسلح مع جماعات متطرفة لا يعرف أحد كيف تنشأ وتتسلح بهذه السرعة الكبيرة !
الشيء المقلق في الحالة السودانية هو أن الكثير جدا من وسائل الإعلام العالمية والعربية تصر على تلطيخ سمعة الجيش السوداني وتستخدم مفردات تحريضية في وصف ما جرى عند فض مظاهرة جرت هناك ،فكثير من الوسائل تستخدم لفظ مجزرة لوصف ما جرى هناك وتمهد الطريق أمام الشعب السوداني لكي يصطدم بجيشه ويسقط ضحايا مدنيين وتدور الدائرة على النحو الذي حدث في دول عربية أخرى .
لماذا رفض قادة الاحتجاجات مبادرة الاتحاد الافريقي ؟لماذا لا يتقابل السودانيون عند نقطة معينة في منتصف الطريق فتبدأ الدولة السودانية في التعافي ،خاصة وان ظروف السودان الاقتصادية لا يمكن أن تصمد لوقت طويل أمام حالة الاختلاف الحالية .
لماذا يستقبل قادة الاحتجاجات وفودا إثيوبية ويرفضون مبادرة الاتحاد الافريقي لمجرد أن مصر هي الرئيس الحالي للاتحاد ؟لماذا يتهم قادة الاحتجاجات قيادات الجيش السوداني بتلقي التعليمات من مصر ؟لماذا لا يدرك السودانيون أن مصر هي أكثر دول العالم خشية من انهيار السودان ؟
إن سقوط السودان لا قدر الله هو طعنة قوية للأمن القومي المصري ،وبالتالي فمصر هي أكثر كيان في العالم يسعى إلى استقرار السودان.