السعودية وتنقية البرامج الدعوية

السعودية وتنقية البرامج الدعوية

١٦ يوليو ٢٠١٨

بثينه خليفة قاسم

 

السعودية وتنقية البرامج الدعوية

 

القرار الذي اتخذه سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بوقف البرامج الدعوية واخضاع مضمونها للمراجعة من قبل المسئولين عن الدعوة في الوزارة المسئولة،هو قرار غاية في الأهمية في مجال ضبط الخطاب الديني وتنقية الحقل الدعوي من الشوائب والأفكار الهدامة وقطع الطريق على أصحاب الفتاوى الشاذة التي تضر بالمجتمع بالداخل وتسيء للإسلام والمسلمين بالخارج .

فكم من فتوى وكم من خطبة أو تصريح من مشايخ التطرف قد خلقت دعاية سيئة عن الإسلام في الخارج.

والمملكة العربية السعودية الشقيقة بما لها من رمزية كبيرة ومسئولية عن تصحيح ما ألحقه أصحاب الأفكار المتطرفة من ضرر بصورة الاسلام والمسلمين ،لابد أن تقوم بدورها في مجال تصحيح الصورة من خلال ما تراه من سياسات تؤدي إلى تنقية الدعوى من المضامين الضارة التي لحقت بها في السنوات الماضية.

ولا ننسى أن تصحيح الخطاب في السعودية حتما سينعكس إيجابا على الكثير من الدول العربية والإسلامية لأن السعودية برمزيتها ورمزية علمائها تعتبر قدوة لغيرها ،فالكثير من الدعاة والخطباء في هذه الدول يقومون بمحاكاة النموذج السعودي والدعاة السعودين ،وهو أمر في الوقت نفسه يحمل السعودية مسئولية دينية وقومية في مجال تنقية البرامج الدعوية مما يشوبها.

الكلمة هي البداية ،فهي التي تصنع التطرف ،والتطرف هو أساس الإرهاب ،وكل الإرهابيين الذي سفكوا الدماء وخربوا المدن قد فعلوا ذلك بعد أن تم اقناعهم انه لا يفصل بينهم وبين دخول الجنة والتمتع بالحور العين سوى سوى الضغط على ذر التفجير أو على زناد البندقية .

نقدم التحية والاحترام لسمو الأمير محمد بن سلمان على قراراته الشجاعة التي تعد بمثابة ثورة على التطرف وعلى صناعه .