السؤال المتكرر… ماذا بعد الصلاة الموحدة؟

السؤال المتكرر… ماذا بعد الصلاة الموحدة؟

بعد أن أدى أبناء البحرين سنة وشيعة صلاتهم الثانية في مسجد واحد، حيث ضمهم مسجد الفاتح الجمعة الماضية، استمر السؤال المتكرر في كلام المعلقين والكتاب وأهل السياسة والمتشككين والمرجفين والمخلصين والقلقين على حد سواء.
ونحن بدورنا ندلوا بدلونا في هذا السياق ونعرب عن تفاؤلنا بمستقبل البحرين ونستدل على ذلك بأن الذين ذهبوا إلى المسجد الواحد من أبناء البحرين أيا كان مذهبهم، ذهبوا إلى هناك لأنهم مقتنعون بما يفعلون ومدركون لحجم الخطر الذي يحدق ببلدهم ومستقبل أبنائهم، ولأنهم يريدون أن يدرأوا هذا الخطر.
قد يكون هؤلاء مثل غيرهم متسائلين من داخلهم وطارحين لنفس السؤال “ماذا بعد الصلاة الموحدة”؟ وهذا سؤال منطقي ونحن نشاركهم فيه ونجتهد معهم في الإجابة عليه بشرط أن يكون السؤال مطروحا من باب النوايا الحسنة والرغبة الأكيدة في تطوير الأمور نحو المزيد من الوئام والتلاحم بين أبناء شعبنا.
لا يوجد بعد الصلاة الموحدة تغيير في مذهب أحد أو قناعات أحد أو في ممارسات وتفاصيل كل مذهب، فكلنا مسلمون، والمذهب الشيعي كما عرفنا الأزهر الشريف هو مذهب من مذاهب الإسلام المعروفة، له تفاصيله الخاصة بالزواج والطلاق والمعاملات وغيرها، مثله مثل بقية المذاهب الاسلامية، وبالتالي، فنحن لا ندعوا من خلال الصلاة الموحدة أو من خلال غيرها إلى أن يتنازل احد عن مذهبه ويدخل في المذهب الآخر، ولكننا ندعوا للتلاقي تحت راية واحدة لا يجوز الاختلاف عليها ولا على تفاصيلها القائمة وهي راية الوطن الواحد.
نريد أن نعمل من أجل رفعة الوطن الواحد، ونريد أن نرتقي بأنفسنا ونحصل على المكافآت لأننا مواطنون بحرينيون، وليس لأننا سنة أو شيعة.
نريد أن نصبح أصحاب مناصب كبيرة أو نكون وزراء لأننا مواطنون مجتهدون قدمنا لوطننا ما يجب أن نقدمه، وليس لأننا يجب أن نمتلك حصة في الوطن، لأن المحاصصة في حد ذاتها ضد فكرة الوطن ذاتها لأنها تأخذنا نحو التفتيت وتجعلنا دوما على خلاف وتجعل لكل أدواته التي يستخدمها من وقت لآخر للضغط على الطرف الآخر، وهذا كله يورث الفرقة والكراهية ويؤدي لتعدد الرايات داخل الوطن الواحد.
الذي يريد الوطن لابد ان يعمل تحت راية الوطن فقط ولابد أن يقف في وجه كل ما يفرق الوطن وأن يسد أذنيه عن سماع كل من يحرضه ويستخدمه استخداما طائفيا لصالح مخططاته وتطلعاته الشخصية.
التعايش بين الأديان المختلفة أمر قائم بين أبناء الشعب الواحد في الكثير من دول العالم وبالتالي فمن العيب ألا نتحد على مستوى الوطن ونحن جميعا مسلمون.