الرد الإيراني الذي توقعناه

الرد الإيراني الذي توقعناه

بثينه خليفه قاسم

٩ يناير ٢٠٢٠

 

الرد الايراني الذي توقعناه

 

من قبل أن ينشر عمودي السابق الذي توقعت فيه طبيعة الرد الايراني المحتمل أو المتاح على اغتيال قاسم سليماني ،تحققت توقعاتي تماما حول سقف الانتقام الإيراني لما جرى .

وها هي النتيجة أمام الجميع جعجعة بلا طحن ،فقد قتل سليماني ،ثم قتل خمسون ايرانيا وأصيب مائتان من جراء التزاحم خلال تشييع جنازته ومات مائة وخمسون اوكرانيا كانوا على متن طائرة مرت لسوء حظ ركابها من فوق أجواء العراق خلال إطلاق الصواريخ الايرانية التي لم تقتل ولم تصب سوى العراقيين كما سبق وتوقعنا، أما الأمريكيون فلم يحدث لهم شيء، وكأن الأمر مسرحية بالفعل كما قال بعض المحللين .

إيران أرادت أن تشفي غليل الرأي العام وأن تضمن عدم تعرضها لضربة ثانية قد تكون خسائرها أكثر بكثير من خسارة الجنرال سليماني ،فأطلقت هذه الصواريخ التي سقطت جميعها في أماكن خالية ولم تصب أي أمريكي بأذى .

الشيء الغريب في القصة أن مراقبين عراقيين قالوا أن القوات الأمريكية قامت قبيل الهجوم الإيراني بساعات بنقل جنود ومعدات من مواقع إلى أخرى داخل قاعدة عين الأسد في غرب الأنبار منعا لوقوع اصابات في صفوف هذه القوات .

واستدل هؤلاء المراقبون بهذا التحرك على وجود تنسيق بين واشنطن وطهران على هذه الضربة وحدودها ومداها من خلال وساطة قامت بها دولة خليجية قام وزير خارجيتها بزيارة طهران عقب الحادث .

ومن بين الملاحظات ،التي تدعونا لتصديق مسألة التنسيق بين إيران وأمريكا على هذه الضربة المسرحية ،ما صرح به جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني عقب انتهاء الضربة مباشرة  وبخاصة قوله أن الهجوم الإيراني على القواعد الأمريكية هو الرد النهائي على مقتل سليماني .

النتيجة الوحيدة للهجوم الايراني هي أنه خفف حدة الضغط الداخلي على ترامب وأعطى رسالة طمأنة للأمريكيين الذين كانوا يخشون سقوط أعداد كبيرة من الجنود في القواعد العسكرية الموجودة في العراق وفي غيرها .

 

وبطبيعة الحال سوف يصدق كل الأغبياء والحمقى أن إيران قد انتقمت شر انتقام من الأمريكيين وأن ثمانين أمريكيا على الأقل قد قتلوا في ذلك الهجوم ،والدليل على ذلك الاحتفالات التي عمت أماكن كثيرة وعمت قنوات كثيرة والتي مجدت وضخمت الرد الايراني.الرد