بثينه خليفه قاسم
١١ مايو ٢٠٢٣
الذكاء الاصطناعي وموت الإنسان
في الماضي القريب كانت فكرة سيطرة الآلة على الإنسان والتحكم فيه تأتي ضمن روايات الخيال العلمي أو الروايات الأدبية، ولكن في هذه الأيام أصبح الأمر حقيقة وها هي الآلة تتأهب لإزاحة الإنسان تماما من ملايين الوظائف والمهام التي لم يتوقعها الخيال العلمي نفسه.
وها هي المذيعة الإلكترونية الهندية تظهر على الشاشة قبل أيام قليلة وتتحدث مع ضيوفها بثلاث لغات وتقدم نفسها لرئيس الوزراء الهندي بشكل مبهر جدا ومخيف في نفس الوقت .
وأنا استخدم كلمة مخيف هنا بسبب التهديد الذي تشكله المذيعة سانا وأخواتها على المذيعين من بني البشر وقس على ذلك وظائف أخرى كثيرة، فقد جاء في تقرير لبنك غولد مان ساكس أن مثل هذه التطبيقات التي تشمل سانا وأخواتها سوف تحل محل ٣٠٠ مليون وظيفة، فماذا بقي إذن من وظائف بني البشر، خاصة وأن استثمارات العالم في مجال الذكاء الاصطناعي قد بلغ ٧٧ مليار في العام ٢٠٢٢.
الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلة على القيام بما يقوم به الإنسان من إدراك وتفكير وتعلم وحل المشكلات والتفكير التحليلي وغيرها من عمليات امتدت لتجد مكانها في التعليم والطب والفن والأدب، وهنا تأتي الخطورة الكبيرة التي لم يحسب لها الإنسان أي حساب.
وقد تعاظمت مخاطر الذكاء الاصطناعي مع مولد التطبيق المسمى ” جي بي تشات” بالذات والمخاطر التي يشكلها هو وغيره على الأمن القومي للدول.
ففي استطلاع رأي أجراه باحثون أمريكيون شارك فيه باحثون معينون، قال ٧٣ في المائة من هؤلاء انهم يتوقعون أن يقود الذكاء الاصطناعي إلى تغييرا اجتماعيا ثوريا بينما توقع ٣٦ بالمائة أنه قد يتسبب في كارثة من العيار النووي بسبب حجم المعلومات التي سيتم مشاركتها معه.
فالخوف الأكبر إذن أن مشاركة ذلك الكم الهائل من المعلومات على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي في رأي الباحثين المتخصصين إلى فقدان السيطرة عليه ليشكل ضررا بقدر ما سيشكل من منفعة.