بثينه خليفه قاسم
٢٠ اغسطس ٢٠٢٢
الخوف من التزمت أوقعها في جحيم الانحلال
من قصص هذا الزمن العجيب، قصة سيدة عربية خافت من الزواج برجل متزمت يحاكمها على الصغيرة والكبيرة ويرصدها في كل نظرة أو التفاتة، فانبهرت بالمتفتح الذي تعلم في الغرب وجاء ليعمل في وظيفة مرموقة وأغرقها بالهدايا الفاخرة وتم الزواج وعاشت أياما كأنها في الجنة وتمتعت بأفخر الهدايا وتخلت تدريجيا عن ثيابها التي كانت تتسق مع نشأتها وتربيتها في عائلة محافظة إرضاء لهذا الزوج ” المتفتح” الذي تأثر بالثقافة الغربية وتخلى عن الغيرة الطبيعية التي يمارسها كل رجل بالمستوى الذي يسعد الزوجة ولا يزعجها.
أصبحت تلبي رغباته في ارتداء الملابس التي تكشف عن مفاتن جسدها وفي الرقص مع أصدقائه المخمورين وتطور الأمر حتى وجدت أن هذا الزوج لا يعرف أي درجة من درجات الغيرة لينتهي بها المطاف إلى الوقوف أمام القاضي في محكمة الأسرة طالبة الطلاق سعيا للهروب من جحيم الانحلال الذي وجدت نفسها فيه تدريجيا وكانت بدايته الانبهار بالمتفتح الذي سيخلصها من تحكم الرجل الشرقي الملتزم الذي سيسألها عن ملابسها وعن تحركاتها.
هذه القصة الحقيقية قد أصابتني بالحزن الشديد ، فهذه المسكينة هربت من نموذج مزعج إلى نموذج أكثر ازعاجا، هربت من جحيم التزمت إلى جحيم الانحلال الأخلاقي.
وكما قال شكسبير ” ليس كل ما يلمع ذهبا” فالانبهار بالمقدمات الأولى والصور المبهجة التي يصنعها بعض الرجال يمكن أن تتحول إلى كوابيس، خاصة وأن الزواج بالذات لا يقبل التجربة دون خسارة.
زبدة القول لكل بنات حواء : لا تتعجلي ولا تنبهري بالفارس الذي يبشرك بالحرية ويعطيك ثقة مزيفة، فما يجوز في الثقافة الغربية لا يجوز في الثقافة الشرقية.