الحوثيون يحتفلون على طريقة نصر الله

الحوثيون يحتفلون على طريقة نصر الله

قال أحد المعلقين على “تويتر” إن الحوثيين فيما قاموا به من احتفال بالنصر في اليمن مثلهم كالذي يخسر كل شيء، ويخرج من المعركة بعين واحدة، ويد مقطوعة، وبلا رجلين، وبوجه مشوه، ثم يرفع إشارة النصر باليد الباقية، ويعلن الفوز.
ليس عجيبا أن يرفع الحوثيون رايات النصر ويرفعوا صور حسن نصر الله، فالانتصار لديهم ولدى مرجعياتهم له معنى مختلف وله دلالات مختلفة عن بقية العالم، كما أن كلمة النصر في معاجمهم ليس لها نفس المعنى الذي تعرفه معاجم العالم.
ولنا في هذا السياق أن نتذكر النصر (المبين) الذي حققه حسن نصر الله ومليشياته في لبنان في العام 2006، يوم أن وصلت صواريخ نصر الله إلى ما بعد بعد بعد حيفا!
في العام 2006 تم تدمير بيروت وإعادتها للعصر الحجري من قبل إسرائيل، في الوقت الذي كان حسن نصر الله ومليشياته يرقدون في خنادقهم ويتركون بقية الشعب اللبناني يلقى حتفه، ويقوم في الوقت نفسه بتدبيج الخطب وإعلان الانتصارات التلفزيونية في كل نشرات الأخبار!
احتفالات النصر المزور لنصر الله وأمثاله تذكرنا بقصيدة “الحبشي الذبيح” أو الديك الذبيح التي كتبها إبراهيم طوقان قبل أكثر من نصف قرن، والتي يقول فيها:
(برَقتْ له مسنونةً تتلهَّبُ – أمضى من القدرِ المتاحِ وأغلَبُ… حزَّتْ فلا خَدُّ الحديدِ مُخضَّبٌ – بدمٍ ولا نَحرُ الذبيحِ مُخضَّبُ… وجرى يصيحُ مُصفِّقاً حيناً فلا – بَصرٌ يزوغُ ولا خُطىً تتنكَّبُ… حتى غَلَتْ بي رِيبَةٌ فسألتُهم – خانَ السِّلاحُ أَمِ المنيَّةُ تَكذبُ؟… قالوا حلاوةُ روحهِ رقصتْ بهِ – فأجبتُهم ما كلُّ رقصٍ يُطرِبُ…
هيهاتَ، دونَكَهُ قضى، فإذا بهِ – صَعِقٌ يُشرّق تارةً ويُغرِّبُ… وإذا به يَزْوَرُّ مختلفَ الخُطى – وزكيّةٌ موتورةٌ تَتصبَّبُ… يعدو فيَجذِبهُ العياءُ فيرتمي – ويكادُ يَظفرُ بالحياة فتهربُ… أعذابُهُ يُدعى حلاوةَ روحِهِ – كم مَنطقٍ فيه الحقيقةُ تُقْلَبُ… إنّ الحلاوةَ في فمٍ مُتلمّظٍ – شَرَهاً لِيَشربَ ما الضحيّةُ تسكُبُ… هي فرحةُ العيدِ التي قامتْ على – ألَمِ الحياةِ، وكلُّ عيدٍ طَيّبُ).
وعلى أية حال فإن الاحتفال في حد ذاته لا يزعج أحدا، فهو حلاوة روح كما فعل الديك الذبيح، ولكن الذي يزعج في هذا الأمر هو أن هناك إصرارا من قبل الحوثيين ومن قبل نصر الله ومن قبل إيران التي تدير كل هؤلاء، على المضي باليمن إلى المجهول، وهو ما يجب أن يتوحد ضده الشعب اليمني كله، لأن الشعب اليمني دون غيره هو الذي سيقرر مستقبل بلاده وهو الذي سيدحر محاولات الطائفيين الساعين إلى تمزيقه.