الذي يتابع قناة الجزيرة متابعة واعية ويجري عملية تحليل مضمون لبرامجها خلال فترة من الزمن يجد ان هذه القناة لعبت دورا كبيرا في إشعال الفتن الطائفية في العالم العربي على اعتبار أن ذلك سيؤدي عاجلا أو آجلا إلى تفكيك الدول العربية إلى كيانات اصغر تمهيدا للاجهاز عليها تماما وتوزيعها على طريقة سايكس بيكو من جديد.
قناة الجزيرة تسعى بالفعل للاضرار بالعلاقات بين البحرين وقطر، وتسعى من خلال ذلك إلى ضرب مجلس التعاون الخليجي في مقتل، ذلك الكيان العربي الوحيد الباقي الذي نضع عليه أمالا كبيرة في تحقيق الوحدة الخليجية وحماية دول الخليج العربي من الأخطار التي تحدق بها، فهجومها على البحرين في وقت هي فيه احوج ما تكون إلى من يدعم استقرارها ووحدتها، لا لمن يسعى لإشعال نار الطائفية في أركانها، شيء يوغر الصدور ويصيب المواطن والإعلامي البحريني بالغيظ، لأننا نحن الإعلاميون البحرينيون نحرص في كتاباتنا وفي إعلامنا المرئي والمسموع على عدم الإساءة لدولة قطر، وحتى في الأوقات التي تعكر فيها صفو العلاقات بين البلدين، كانت كتاباتنا موضوعية ومتوازنة، ولم تكن بأي حال من الأحوال هجوما مباشرا على قطر.
لا يمكن أن تكون المهنية التي يدعيها القائمون على الجزيرة هي التي تدفع إلى النيل من دولة شقيقة من وقت لآخر، فالمهنية معناها أن تكون القناة شفافة مع الجميع وألا تكون أداة مساومة للدول لتحقيق أهداف سياسية معينة.
فتبا لهذه المهنية التي جعلت قناة عربية تفسح المجال للقادة العسكريين الإسرائيليين ليتحدثوا بإسهاب ويعطوا المبررات التي جعلتهم يقوموا بإبادة أطفال فلسطين.
الجزيرة تركز على قضايا معينة وتقوم بتضخيمها وتتغافل عن أخرى، رغم التشابه في الأحداث ونتائج الأحداث، وتركز على أحداث تاريخية وتقوم بتحليلها وإعطائها أبعادا جديدة، وفي الوقت نفسه تبتعد تماما عن أحداث تاريخية أخرى تشكل إدانة لبعض من يسيطر عليها.
وتركز الجزيرة على وجه واحد من أوجه قضية معينة وتعمد إلى إبرازه، بينما تقوم بإغفال أوجه أخرى أكثر أهمية، فعندما فازت الشقيقة قطر بشرف استضافة كأس العالم التي ستقام بعد أكثر من عشر سنوات، ركزت الجزيرة فقط على كون قطر فازت بشرف تنظيم هذه البطولة العالمية كأول دولة عربية في تاريخ العرب الطويل وبأن قطر انتزعت هذا الفوز من الولايات المتحدة الأميركية بوزنها المعروف اقتصاديا وعسكريا.
ولكن الجزيرة لم تشر من قريب أو بعيد لحجم النفقات المعلنة وغير المعلنة التي ضحت بها قطر من أجل شرف رمزي وانتصار معنوي لا يساوي هذه النفقات التي تم تبديدها من ثروات القطريين.
الجزيرة لم تذكر حرفا عن تزلف قطر واستعانتها بإسرائيل لكي تفوز بتنظيم المونديال، فهل يجوز أن تتحالف قطر مع الدولة الصهيونية من اجل أن يقال إنها أول دولة عربية تنال شرف تظيم بطولة كأس العالم؟؟
إننا باسم المهنية والشفافية ندعو قناة الجزيرة إلى فتح ملف كاس العالم وتوضيح ملابسات فوز قطر بتنظيمه بعد عشر سنوات قادمة وتبين ما إذا كانت إسرائيل أكبر الداعمين للملف القطري أم لا؟ وما هو الثمن، أو ما هو الهدف الذي تريده الدولة الصهيونية من الوقوف إلى جانب قطر دون غيرها؟