بثينه خليفه قاسم
12 مارس 2021
الجزيرة ستبقى أداة للفتنة والشقاق
عندما عقدت قمة العلا من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، اعتقد البعض أن قناة الجزيرة ستتوقف عن نشر الفتنة واختراع العداوات وأن الحكومة القطرية سوف تتدخل لكي تهذب أداء هذه القناة التي لعبت دورا خطيرا في تفجير الكثير من الدول العربية باستخدام سلاح الفتنة وتغذية الصراعات وصب الزيت على نار كل بؤر الصراع في أنحاء العالم العربي.
هذا ما تخيله وحلم به الكثير من المتفائلين، ولكنني لم أكن للحظة واحدة من بين هؤلاء، ليس لآن قناة الجزيرة حرة ولا علاقة لها بالحكومة القطرية، فهذه أيضا أكذوبة لا أساس لها من الصحة، فقناة الجزيرة هي أداة من أدوات الحكومة القطرية وليست مستقلة فيما تبثه من مضامين، ولكنها الذراع القوية للسياسة الخارجية القطرية تستخدم في الضرب هنا أو هناك وفي الابتزاز هنا أو هناك.
هذا هو الواقع الذي لابد للجميع أن يعرفه. فالدولة القطرية لها مصلحة فيما تمارسه الجزيرة من التدخل في شئون الدول الشقيقة، أما حرية الاعلام التي يتذرع بها القطريون فهي “شلخه” لا يمكن أن تمر ولا حتى من باب البحرين.
لو كانت حرية الاعلام هي الأساس الذي تقوم عليه ما تمارسه الجزيرة ضد البحرين وغيرها من الدول العربية لكنا رأينا برامج وتقارير تنتقد دولة قطر ولو مرة واحدة في العام، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث والدليل على ذلك أن الدنيا كلها تكلمت عن القدر الأسود للعمال الأجانب الذي قضوا نحبهم خلال العمل في مجال الانشاءات الخاصة بكأس العالم والتي تحدثت عنها المنظمات الحقوقية وتناولها الاعلام الغربي كلها بما فيه أخوات الجزيرة مثل “الغارديان “البريطانية وغيرها، بينما سدت الجزيرة أذنا بطين وأخرى بعجين.
الحكاية إذن ليست حكاية حرية الاعلام، ولكن الشيء الأكيد هو أن قناة الجزيرة كانت دائما ولا تزال إحدى وأهم وسائل القوة القطرية في مواجهة غيرها من الدول وفرض وجودها وتأثيرها في العالم في ظل تمويل أسطوري وإمكانيات فنية وبشرية لا مثيل لها في العالم، وبناءا عليه فسوف تبقى الجزيرة على ما هي عليه.