الجامعة العربية تشجب ومأتم العجم يندد… ماذا بعد؟

الجامعة العربية تشجب ومأتم العجم يندد… ماذا بعد؟

لا يكفي أن تقوم الجامعة العربية بالشجب فيما يتعلق بالموقف الإيراني من مملكة البحرين، ولا يكفي أن يقوم مأتم العجم بانتقاد التصريحات الإيرانية التي تتدخل دون أدنى حياء في شئوننا الداخلية.
التصريحات الإيرانية المتكررة قد تجاوزت كل الحدود ووصلت إلى حد الوقاحة، وبالتالي فلابد أن يكون هناك موقف عربي أكثر وضوحا وأكثر رفضا لمثل هذه التصريحات التي تمس سيادة البحرين، ولابد أن يكون هناك موقف آخر من أبناء البحرين، خصوصا الذين سمحوا للذين تفرحهم التصريحات الإيرانية ويظنون أن فيها دعما لمطالبهم وهي في الحقيقة تثير الغبار وتلوث وطنية البعض منهم.
لابد أن يعي كل من يهمه الأمر أن التصريحات الإيرانية الماسة بالسيادة البحرينية لا تزداد فقط من ناحية الكم، ولكنها أيضا تزداد من حيث الكيف، ونقصد بالكيف أن هذه التصريحات يزداد معدل الوقاحة فيها مع تطور الأحداث في المنطقة العربية.
ولا يجب أن ننسى، ولا يجب أن ينسى إخواننا أن ما كنا نقوله من قبل حول خطط إيران وتدخلاتها ووجود أتباع وجيوش لها في الدولة العربية قد أكدته إيران نفسها وأذاعته كل وسائل الإعلام في العالم خلال الأيام الماضية.
ليس الاعتقاد في نظرية المؤامرة هو الذي دفعنا إذن لاتهام إيران بتحريك وتسليح وتمويل الحوثي وتمويل وتسليح نصر الله وتمويل فرق الإعدام التي قتلت العلماء السنة في العراق وعملت على تفريغ العراق من السنة نهائيا، فقد أعلنت إيرانا تصريحا، وليس تلميحا أن جيوشها تقتل السوريين منذ قامت الثورة السورية، فرجالها الموجودون في سوريا ليست طواقم طبية تسعف السوريين الذين يسقطون في ميادين القتال، ولكنهم مقاتلون كان لهم الدور الأكبر في قتل ثمانين ألف سوري خلال عام 2014 فقط.
لابد أن تكون الجامعة العربية أكثر حزما ولابد أن تكون تصريحات الدول العربية أعلى صوتا وأكثر حدة تجاه التدخلات الايرانية في شئون البحرين، ولابد أن يكون الجميع في الداخل البحريني حريصين على التبرؤ من مثل هذه التصريحات ورفضها، ليس من خلال التجمل الإعلامي وإبراء الذمة، ولكن من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة تثبت لإيران أن البحرينيين على اختلاف مذاهبهم منحازون إلى وطنهم البحرين وعروبته.
الخطر الخارجي يوحد الشعوب الواعية المخلصة لوطنها، مهما كان اختلافها أو اختلاف بعضها مع حكامها أو سياسات حكامها؛ لأن الخارج، مهما كانت شعاراته المرفوعة براقة ومتماهية مع أحلام بعض أهل الداخل، لا يحقق أحلام أحد ولا يحقق سوى مصلحته الشخصية، والتجارب التي تثبت ذلك ليست مستلهمة من التاريخ، ولكنها موجودة في الحاضرالمرير الذي تعيش فيه الأمة العربية.
الواقع الذي يعيش فيه غيرنا يكذب إيران ويكذب أمريكا ويكذب كل الذي الذين استخدموا أحلام هذه الأمة وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية في هدمها ودفعها نحو التحلل الذاتي،رغم أنهم مشاركون بوسائل شتى في خلق هذه الأوضاع.