التجنيس والتحريض الخبيث

التجنيس والتحريض الخبيث

لا يزال على أرض البحرين أناس يتحدثون عن قضية التجنيس، تلك القضية التي يطلقون عليها في بلادنا “التجنيس السياسي”، فما هو الذي يريدونه بالضبط من فتح هذا الموضوع من وقت لآخر؟
هم يعرفون جيدا أن مسألة التجنيس في البحرين قد حسمت وانتهت ولا سبيل لتغيير ما حدث من عمليات تجنيس، حتى لو افترضنا أنه تجنيس سياسي كما يزعمون!
المسألة حسمت إلى الأبد، والكلام لن يفيد في تغيير واقع موجود بالفعل على الأرض، وهم يعرفون ذلك جيدا، ويعرفون أنه ليس بمقدور أحد، لا الطبيب ولا القاضي ولا غيرهما أن يعيد الطفل الذي ولد إلى بطن أمه مرة أخرى، فالتجنيس هو عملية منح الجنسية لشخص من الناس، وبعدها يصبح الإنسان مواطنا، وليس من العدل أن يظل يوصف بكلمة مجنس طوال عمره، وطالما أنه أخلص للوطن ولم يخنه ولم يتآمر عليه ولم يعمل أو يستعين أو يوالي أي جهة خارج الوطن، فليس من حق أحد أن يسقط عنه هذه الجنسية.
بمعنى أن الذين تم منحهم الجنسية البحرينية من العرب والمسلمين ممن احتاجت البلاد لكفاءاتهم ومواهبهم في فترة من الزمن، لن يتم تجريدهم من هذه الجنسية وطردهم من البحرين مرة أخرى؛ لأن العقل والمنطق والإنسانية يقتضون ذلك، فقد استقر الناس وأصبحت لهم أسر وعلاقات اجتماعية ومصادر رزق، وليس من السهل أن يقتلع إنسان من الأرض بعد أن ارتبط بها وتعمقت فيها جذوره وأصبح بينه وبينها عشرة وارتباط.
لا جدوى إذن من الحقن المنشطة الخبيثة التي يحقنون بها الناس من وقت لآخر؛ حتى يجعلوهم في حالة من الغضب الدائم ضد الدولة، والحقد الدائم ضد شركاء الوطن.
ليس من الدين ولا من الإنسانية أن تقولوا للناس إن “المجنسين” قد أخذوا لقمتكم وأخذوا مكانكم في العمل!
من باب الخبث والتذاكي سيقول أحدهم إننا لا نطالب بتجريد أحد من جنسيته، ولا نطالب بطرد أحد من البلاد ولا نتحدث عن الذي مضى،ولكننا نتحدث عما هو آت، ونطالب بوقف علمية التجنيس عند هذا الحد!
ونحن نقول له أنت على حق، فنحن نفهم جيدا أنك لا تتحدث عن الذي مضى ولا تسير على نهج “دون كيشوت”، ولكنك تتحدث عن شيء آخر، فأنت تتحدث حديث التحريض، ولكن بهدوء وخبث، وتقوم بحقن الناس بمادتك الخبيثة؛ لكي تحافظ على سخونة الأجواء في البلاد!