بثينه خليفه قاسم
٦ فبراير2020
البرهان ونتنياهو!!
في خضم الأحداث المتلاحقة التي تسود العالم حاليا، وخصوصا خطة السلام الأمريكية التي تسمى صفقة القرن والغضب العربي تجاه هذه الخطة، وكذلك الرعب الذي يسود العالم بسبب فيروس كورونا القاتل ،فوجئ العرب جميعا وفوجئ السودانيون بحدث لا يتوقعه أحد ،وهو اللقاء الذي عقد بين رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق عبدالفتاح البرهان. ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
الخبر كان له فعل الصدمة على الكثيرين بما فيهم بعض أعضاء المجلس السيادي في السودان، والدليل على ذلك أن مدير السياسة الخارجية في المجلس قدم استقالته احتجاجا على هذه الخطوة التطبيعية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي .
وقد قالت وزيرة الخارجية السودانية في تعليق لها أنها لا علم لها بهذه الزيارة !
يبدو أن الترتيب للقاء قد جاء على عجل وأن الفريق البرهان لم يكن لديه الوقت لكي يتشاور بما يكفي مع شركائه في المجلس السيادي ومع بقية المسئولين السودانيين فطار على عجل إلى عنتيبي في أوغندا لكي يلتقي نتنياهو .
وكان البرهان قد تلقى مكالمة هاتفية من الولايات المتحدة قبل مقابلته مع نتنياهو بيوم واحد ولم ينكر خلال تصريحاته اللاحقة إن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي رتبت اللقاء.
والغرابة في هذا اللقاء لا تكمن فقط في كون الدولة السودانية رافضة منذ وقت طويل لأي تطبيع مع الكيان الصهيونى، ولكنها تكمن في التوقيت الذي جرى فيه اللقاء ،فالسودان لم يصل بعد الاستقرار والى بناء الدولة السودانية الجديدة بعد إسقاط نظام البشير وقد يؤثر هذا اللقاء وهذا التطبيع الذي لم يستشار بشأنه الشعب السوداني على خطوات بناء السودان الجديد.
وعلى الرغم من أن الفريق البرهان قد صرح أن اللقاء في مصلحة الأمن القومي السوداني ،إلا أن هناك أسئلة أخرى بقيت بلا إجابة فيما يتعلق بأسباب هذا اللقاء في هذا التوقيت.
وأهم سؤال هنا هو: ما الذي جعل الولايات المتحدة في هذا التوقيت تتقارب مع السودان بعد سنوات طويلة من وضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
وما هو الثمن الذي سيجنيه السودان والذي ستحصل عليه إسرائيل من وراء هذه الخطوة؟