9 مارس 2018 البحرين والحرب على الإرهاب
يبدو أننا دون مبالغة قد أصبحنا في حرب مع الارهاب،وبكل ما تعنيه كلمة حرب من معاني،فالذي أذيع مؤخرا عن إحباط عمليات إرهابية خطيرة تستهدف رجال الأمن وتستهدف اماكن ذات قيمة بالنسبة للاقتصاد البحريني،يببن أن المسألة ستطول وأنها ليست مجموعة من العمليات تنفذ من قبل أشقياء لزرع الخوف في صدور الناس.
فحجم الأسلحة والذخائر والادوات والمعدات وعدد الأفراد المتهمين يدل على وجود استراتيجيات بعيدة المدى وخطط للتمويل والتدريب والتنفيذ تدار من قبل مؤسسات محترفة في الخارج هدفها احداث الفوضى في الدول العربية واسقاط ما لم يسقط منها . فالأمر بالنسبة لهذه المؤسسات لم ينتهي يوم فشل دعاة الفوضى في تحقيق مآربهم خلال ثورات الخراب العربي ولكن الشيء الايجابي بالنسبة لنا في البحرين والذي يجعل قواتنا الأمنية قادرة حتى الآن على محاصرة الارهاب،هو أننا نعرف عدونا بشكل واضح ونعرف أساليبه وأدواته ،نعرف أن الحرس الثوري الإيراني هو من يدبر ويدرب من يحاولون توجيه ضربات موجعة لنا . وقد أصبح لدى رجال الأمن في بلادنا خبرة كبيرة في التعامل مع العمليات الخبيثة التي يخطط لها هؤلاء ضدنا ورصد العناصر التي يتم تجنيدها ووضع تحت عينيهم ليل نهار.
ولله الحمد فقد نجحت قواتنا الأمنية في توجيه الضربة تلو الأخرى لخلايا الإرهاب التي تتجمع كل فترة سعيا لتنفيذ عملية نوعية تهز ثقتنا في أنفسنا وفي قدراتنا الأمنية . ولكن يبقى هناك شيء غاية في الأهمية في مواجهتنا مع الإرهاب وهو أن الارهابيين ومن وراءهم قد عجزوا عن تحقيق اختراق كبير داخل المجتمع البحريني الذي أصبح أكثر نضجا وأكثر فهما لطبيعة الأحداث التي تجري في المنطقة من حولنا ،من حيث أسبابها ومن يقف وراءها والنتائج المحسوبة لمن يديرون حرب الإرهاب فيها . صحيح أن الارهاب له عناصر تعيش بيننا،ولكنها عناصر قليلة وشاذة وغير قادرة على التأثير على مجتمعنا ،هذا يؤكد أهمية الجبهة الداخلية في حرب مع طرف خارجي. |