بثينه خليفه قاسم
24 مايو 2019
الانترنت ميدان حرب بكل معاني الكلمة
ليست مبالغة أن نقول أن الانترنت الان عبارة عن ميدان حرب حقيقية يتم انفاق الملايين من الدولارات عليها من قبل الدول وأجهزة الاستخبارات التي تقيم وحدات ومليشيات وجيوش الكترونية كاملة لمهاجمة غيرها من الدول عن طريق بث الشائعات وتعميق الخلافات بين مكونات هذه الدولة أو تلك .وقد قامت الأجهزة الأمنية المختصة في مملكة البحرين الأيام الماضية باكتشاف شبكات معينة تدار ضد البحرين من قطر والعراق ومن خلال دول أوروبية معينة .
وهذا الاكتشاف رغم أنه لن يكون الأخير إلا أنه يركز على يقظة هذه الأجهزة وقدرتها على التعامل مع مخاطر هذا العصر وطبيعة الحروب الجديدة ووسائلها .
ولابد أن نؤكد في هذا السياق أن الطبيعي في هذا العصر هو وجود هذه الشبكات ووجود هذه الحروب التي يمكنها أن تضر أكثر من الحروب التقليدية التي تم تعتمد على الجيوش العسكرية والأسلحة التقليدية .
ولا شك أن مواجهة هذه النوعية من الحروب لا تحتاج فقط إلى أجهزة أمنية قادرة على المتابعة والبحث ومواكبة تطورات العصر ،ولكنها تحتاج أيضا إلى مستوى عال من الوعي الشعبي وفهم للحروب الاليكترونية وطبيعتها وجيوشها وأسلحتها ،لأن الشخص الموجود على الشبكة يمكن أن يكون أداة لنقل المعلومات الضارة ليست فقط لنفسه ولعائلته ولكن لمجتمعه ودولته .
فكثير من الناس يتطوع بكتابة الكثير من الأسرار والمعلومات عن نفسه وعن بيئته وظروفه وعن دولته دون أن يدري أن هناك وحدات الكترونية معادية لبلده تتلقف هذه المعلومات وتقوم بتحليلها وتصنيفها ووضعها في ملفات يتم استخدامها في وضع خطط الحرب النفسية والتخريب الفكري والنفسي لمجتمعه بأكمله .
واذا كان الذين يضرون بأمن واستقرار بلدهم عن غير علم وعن غير وعي يحدثون هذه الدرجة من الضرر ،فما بالنا بمن يتم تجنيدهم لإمداد هذه الشبكات الموجودة خارج الحدود بالمعلومات ويمهدون له سبل الغزو الفكري ،مثل هؤلاء الذين وضعت أجهزتنا الأمنية أيديها عليهم،فهؤلاء بمثابة طابور خامس أو بمثابة السوس الذي ينخر في عظام الوطن .
وبغض النظر عن شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير ، فالإنترنت في هذه الأيام يعد من أخطر وسائل اختراق الدول والاضرار بالسلم الأهلي ،ولولا هذه الخطر الكبير لما قامت الصين ومن بعدها روسيا باستخدام انترنت بضوابط معينة تحفظ لها أمنها وتحميها من هجمات كثيرة .