القائمة التي اعتمدها مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية الشقيقة والتي تضم 83 منظمة إرهابية، تعبر عن قرار شجاع بكل المقاييس ويدل على أن قادة الإمارات يعرفون جيدا خطورة اللحظة التي تمر بها الأمة في الوقت الراهن ويقومون بما يجب القيام به تجاه الحرب التي تواجهها الأمة في هذه اللحظة.
القائمة تضم الكثير من الجماعات والمنظمات المعروفة بالفعل أنها إرهابية، باعتراف هذه الجماعات نفسها،فالكثير منها يفتخر بالقتل والدمار ويعتبره فتوحات وبطولات، خصوصا ما يسمى بجماعة بيت المقدس التي هي اسم على غير مسمى، فهي تسعى في حقيقة الأمر لهدم بيت المقدس التي تسمي نفسها باسمه، فهي تقتل المسلمين وتقتل جنود مصر في الصحراء الغربية، وكأن تحرير بيت المقدس يبدأ من هناك. ومن بينها من هو صنيعة المخابرات الأجنبية مثل داعش وأجلافها الذين يلطخون الإسلام وينشرون الجهل والبداوة والتخلف، ومنها الجماعات العميلة التي تمثل أذرعا إيرانية في المنطقة مثل الحوثيين وحزب الله في مجلس التعاون الخليجي.
ولكن شجاعة القرار الإماراتي تتضح أكثر في كشف الغطاء الكاذب عن الجماعات والهيئات التي خدعت الأمة لوقت طويل ورسخت لنفسها صورة الجماعات المسالمة التي تبغي الإصلاح ما استطاعت مثل جماعة الإخوان المسلمين المصرية وفروعها العربية التي زرعت في الخليج العربي وفي غيره، وما يتبعها من هيئات لبست ثوب الدعوة مثل ما يسمى باتحاد علماء المسلمين الذي يتولى رئاسته يوسف القرضاوي.
الأمة في مواجهة شرسة مع الإرهاب اللعين والأمور واضحة للجميع ولم يبق سوى تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة، وهذا هو ما فعلته الإمارات بالضبط، خصوصا بعد أن ثبت بأدلة كثيرة أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت جماعة إرهابية ومعولا من معاول الهدم التي تضرب أمن الأمة واستقرارها.
جماعة الإخوان التي قامت على مدار سنوات بجهود كبيرة لتثبت للدنيا أنها جماعة سلمية تعتمد على الدعوة والموعظة الحسنة وإصلاح المجتمع، أصبحت الآن، أو بالمعنى الأدق قد عادت الآن كما بدأت جماعة إرهابية تقتل الناس بشكل عشوائي وتنتقم من الشعوب العربية بعد أن ضاع حلمها في الحكم.
وفي الوقت الذي تقوم فيه دول عربية بدعم الإرهاب وبفتح أراضيها كملاذ آمن للقتلة والمجرمين وتستخدم فضائياتها في الدفاع عنهم بشكل مباشر أو غير مباشر، كان لابد أن تقوم الإمارات باتخاذ قرار كهذا وتضع النقط على الحروف لكل من يهمه الأمر.
نحن نوجه التحية لدولة الإمارات العربية الشقيقة على مواقفها الشجاعة والحاسمة في مواجهة الخطر الذي تتعرض له الأمة بكاملها في الوقت الحاضر وندعو كل المخدوعين وكل الكارهين لأوطانهم أن يستفيقوا فنحن جميعا في حرب مصيرية.