من المهم جدا أن يتم تعريف العالم الخارجي بحجم الانجازات التي تحققت في البحرين خلال السنوات القليلة الماضية. فعلى الرغم من حديثنا عن إنجازاتنا في كثير من المناسبات، إلا أن هذا الحديث لا يزيد عن كونه خطابا داخليا نسمعه لبعضنا بعضا ولا يصل معظمه للعالم الخارجي. ليس معنى هذا أن الحديث عن الانجازات على مستوى الداخل البحريني ليس له أهمية، ولكنني أقصد أنه من الضروري – في ظل الحالة الكونية التي نعيش فيها- أن يكون لنا خطة إعلامية مدروسة ومنظمة لتسويق أنفسنا، وتسويق إنجازاتنا في العالم، فلم يعد من المعقول أن يظل العالم الغربي ينظر لنا من خلال الصورة النمطية التي طالما رسختها وسائل إعلام غربية، تلك الصورة التي تظهر المرأة العربية بشكل عام على أنها كائن مقهور وتابع لا تأخذ حقها في التعليم ولا في العمل ولا في المشاركة السياسية.
ورغم التقدم الكبير في مجال الإعلام الفضائي والالكتروني إلا أننا في العالم العربي بما فيه البحرين لم نستغل هذا التقدم بالشكل الكافي لنقوم بتغيير الصورة الذهنية النمطية المرسومة لنا في الخارج. ففيما يتعلق بالإعلام الفضائي لا تزال الغلبة والتأثير حتى الآن للإعلام الغربي بشكل عام والأميركي بشكل خاص في تشكيل الرأي العام العالمي، على الرغم من أن الإعلام العربي تتوفر له إمكانيات مادية كبيرة لم تكن موجودة في الماضي. أما الإعلام الإلكتروني فلا يزال يعيش في مرحلة المراهقة، إن صح هذا التعبير، ولا يزال من وجهة نظري من وسائل تشويه صورة البحرين والعالم العربي في الخارج، فهو مجال مفتوح للجميع، يكتب فيه كل شخص ما يشاء. وفي البحرين تزداد خطورة هذه المسألة لأن ظروف الكلاش السياسي الداخلي تنعكس بشكل سيئ جدا على المضامين الموجودة في مشاركات البحرينيين في مجال هذا الإعلام الإلكتروني.
لا ننكر أن قطاع الإعلام الخارجي في البحرين تحت رئاسة الشيخ عبد الله بن أحمد يقوم – من دون ضجيج أو دعاية – بدور غاية في الأهمية في رسم صورة طيبة للبحرين في الخارج، ولكن لا بد من توفير إمكانيات أكبر لهذا القطاع لكي يتمكن من بذل دور أكبر في تصحيح الصورة في الخارج، بخاصة وأن هناك رسائل كثيرة تنطلق من الداخل البحريني لتنقل صورا مغلوطة وناقصة وتوفر لبعض المنظمات والجهات الإعلامية الخارجية المادة التي تساعدها في محاولات ابتزاز المملكة في موقف أو آخر.
خلال زيارة الوفد الإعلامي الفرنسي – الألماني الذي ضم صحافيين من صحيفة “لاتريبيون” الفرنسية و”فوج” الألمانية، والإذاعة الثقافية الفرنسية للبحرين، قام قطاع الإعلام الخارجي بدور نموذجي في تعريف الوفد بإنجازات المملكة المختلفة، بخاصة ما حققته المرأة البحرينية من نجاحات في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وفي ظل جهود المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم. وقد تم إطلاع الوفد بالأرقام على هذه الإنجازات من دون حاجة للتضخيم أو الإثارة، لأن حجم هذه الإنجازات يكفي لرسم صورة مشرقة للبحرين في الخارج.
وإذا كانت الحكمة الإعلامية تقول إن العلاقات العامة لا تحول التراب إلى ذهب، فنحن في البحرين لا نحتاج إلى تحويل التراب إلى ذهب، ولكننا نحتاج فقط إلى تعريف العالم بإنجازاتنا.