على رغم ما تحقق من إنجازات كبيرة على أرض البحرين خلال فترة وجيزة من الزمن في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، إلا أن الصورة النمطية السلبية التي ترسمها وسائل الإعلام الغربية عن العرب والمسلمين لا ترحم أحدا على ما يبدو. ذلك لأن هذه الصورة الظالمة تجعل كثيرا من المنظمات والهيئات في الغرب انتقائية بشكل يدعو للإحباط في جمعها للمعلومات وفي صياغتها للتقارير الخاصة بالدول العربية. فتجد هذه المنظمات تقوم بإبراز أقوال غير موثقة لبعض الخارجين عن القانون- ممن يقيمون في الغرب ويجهلون الأهداف الخبيثة لكثير من هذه المنظمات – وتعتبر هذه الأقوال شهادة شاهد من أهلها. الأصل إذن في عمل هذه المنظمات هو التشويه وليس تقديم صورة واقعية محايدة.
وتعرضت البحرين لكثير من التشويه خلال الفترة الماضية بشهادات ملفقة من قبل بعض الراغبين في الإساءة للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك وإعادة البحرين إلى الوراء رغبة في خلق أجواء تساعد على تحقيق أهدافهم.
والحق يقال إن قطاع الإعلام الخارجي برئاسة الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة يمارس دورا إيجابيا في رسم الصورة الطيبة للبحرين في الخارج، وذلك في إطار ما هو متاح من إمكانيات. فنحن نرى مستوى الرقي والشفافية التي يتعامل بهما هذا القطاع مع الإعلاميين الزائرين للمملكة، وهذا أمر غاية في الأهمية في تكوين الانطباعات الأولى لدى هؤلاء الناس. وقد رأينا هذا الدور الرائع للإعلام الخارجي خلال الانتخابات البرلمانية الماضية في عام 2006، حيث ترك المجال لكل الصحافيين والإعلاميين القادمين من الخارج لمتابعة العملية الانتخابية بتفاصيلها الدقيقة، خصوصا وأنه ليس لدينا ما نخفيه أو نخشى أن يطلع عليه العالم.
ومع ذلك لا ينبغي أن يترك الإعلام الخارجي وحده في هذا الميدان فمسألة بناء الصورة الطيبة للمملكة في الخارج مهمة كل مواطن شريف، فهي مهمة كل من يسافر، وكل من يعمل أو يدرس في الخارج، وهي بالطبع مهمة كل الإعلاميين الشرفاء.
ولكي نعمل على بناء صورة ذهنية طيبة للبحرين في الخارج ينبغي أن نراعي أمور عدة:
– أن يتم توفير الإمكانيات التي تساعد الإعلام الخارجي على التوسع في دعوة الكتاب والإعلاميين المعروفين بالنزاهة لزيارة المملكة والاطلاع على جوانب التطور الذي تحقق على الطبيعة.
– ضرورة أن تقوم سفاراتنا في الخارج ببذل مزيد من الجهد في مجال التعرف على جوانب الصورة المرسومة لنا في البلاد التي تعمل بها، سواء كانت هذه الصورة سلبية أم إيجابية، وذلك عن طريق تحليل ما ينشر ويذاع عن البحرين في الخارج، مع ضرورة التواصل مع الكتاب المحايدين الذين لا يحملون صورا نمطية مسبقة عن كل ما هو عربي، وابتكار أنشطة وأحداث إعلامية للتعريف بالمملكة، فهذا النوع من الاتصال المباشر يمكن أن يحقق نجاحا كبيرا في ظل الزحام الشديد الموجود في مجال الاتصال عن طريق وسائل الإعلام الجماهيري.
– ضرورة أن ندرب أبناء المملكة الذين يدرسون في الخارج أن يكونوا سفراء لوطنهم وأن يتعلموا كيفية بناء الصورة الطيبة في الخارج.
– ربما يكون من المفيد أيضا أن يتم إنشاء إدارة بالإعلام الخارجي تكون معنية بالترجمة والبحوث الإعلامية وإعداد التقارير باللغات المختلفة، حتى يتسنى التعامل الإيجابي مع ما ينشر ويذاع في العالم.
– ضرورة تعريف المواطن المسافر للخارج أن الأهداف المعلنة لكثير من المنظمات ليست هي كل شيء، فهناك أهداف وأجندات معينة تسعى هذه المنظمات لتنفيذها.