الإعلام الإيراني في خدمة أهداف الهيمنة

الإعلام الإيراني في خدمة أهداف الهيمنة

٢٧ ابريل ٢٠١٨

 

الإعلام الإيراني في خدمة اهداف الهيمنة

 

من الأنشطة الهامة التي ينبغي أن تتكرر ،تلك الحلقة النقاشية التي أقامتها جمعية الصحفيين البحرينية برئاسة مؤنس المردي بفندق توليب وتحدث فيها الباحث الاماراتي المتخصص في الشئون الإيرانية سلطان بن محمد النعيمي والتي قدمت جرعة هامة ومركزة للصحفيين والكتاب عن المصطلحات والمفردات التي يركز عليها الاعلام الإيراني في تحقيق أهداف الدولة الإيرانية إقليميا وعالميا منذ قيام ما يسمى بالثورة الإسلامية وحتى الآن .

 

وانا أستخدم عبارة “ما يسمى بالثورة الإسلامية “،ولم أقل ” الثورة الإسلامية”، لأن المصطلح الأول هو واحد من المصطلحات ذات الهدف والتي جرى ترسيخها من خلال التكرار الطويل في الأدبيات الإيرانية الموجهة بالخصوص للشعوب العربية التي يستعصي على الدولة الفارسية تحقيق اختراق في داخلها الا من خلال شعارات ومصطلحات إسلامية تؤثر على عواطف هذه الشعوب .

 

هذه الحلقة التي قدمها لنا الباحث الاماراتي الشقيق أيقظت فينا بلا شك نزعة التدقيق فيما يمر علينا من نصوص إعلامية وما تحتويه من مصطلحات ومفردات تستخدم لتحقيق أثر معين أو تثبيت اسم أو عنوان معين يخدم هدفا بعينه.وهذا أمر هام ،ليس فقط لمن يعملون بحقل الاعلام ،ولكن أيضا القاريء أو المستقبل لأي رسالة إعلامية لأنه هو الهدف الاصلي لهذه الرسالة الإعلامية أو تلك .

 

فعندما تستخدم إيران في خطاباتها الإعلامية والرسمية تعبيرا مثل ” قوى الاستكبار العالمية “،فهي تخاطب عواطف ووجدان الشعوب المسلمة كلها وليس اهل الاعلام والكتاب وحدهم.

 

وهي تريد من وراء هذا المصطلح مثلا أن تستقطب الذين يشعرون بالظلم هنا وهناك من السياسة الأمريكية في العالم العربي وتريد أن تعلن نفسها متحدثا رسميا باسم المظلومين .

 

ولا شك أن مجال الحديث عن المصطلحات الاعلامية في الاعلام الإيراني أو في غيره هو مجال واسع جدا وخطير جدا ،ولا شك أن مشكلتنا نحن العرب أننا نقع دائما في موقع المستقبل للرسائل الاعلامية من أنحاء العالم بما يتضمنه من مفردات ومصطلحات تضر بمصالحنا.

 

ولكن الشيء الأسوأ هو أن الكثير منا يقعون هم شخصيا في فخ استخدام هذه المصطلحات ويتخذونها كشيء مسلم به فيعطون وجودها شرعية وثباتا رغم أنها تستهدفنا نحن في الأساس.