جماعة “الإخوان” التي لفظها الشعب المصري ولقنها درسا لا ينسى لم يعد لها وظيفة في مصر سوى التشكيك في كل شيء والبحث عن عيوب أو كبوات للرئيس الجديد الذي أتى بأغلبية لم يأت بها رئيس في تاريخ مصر.
التنطع والتفاهة هي صناعتهم الوحيدة في الوقت الحالي وهم الذين لبسوا ثوب الفضيلة لسنوات طويلة وخدعوا الملايين على مدى ما يقرب من قرن.
هم يتعجلون فشل الرئيس الجديد ويتعجلون في سعيهم لتشويه كل خطوة يخطوها بشكل يدعو للضحك والسخرية فتجدهم يخترعون المواقف أو يحملون مواقف أخرى لا تحتمل لكي يشوهوا الرئيس في نظر الناس.
هذا الكلام بمناسبة الضجة السخيفة التي افتعلتها الجماعة ودفعت قطعانها المنتشرة في مصر، وبالخصوص المتعاملون مع شبكة الإنترنت لكي يدقوا اسفينا ساذجا بين مصر والسعودية من خلال انتقاد اللقاء الذي جمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على متن الطائرة الخاصة بجلالة الملك في مطار القاهرة.
أقاموا الدنيا وأقعدوها لأن خادم الحرمين الشريفين لم ينزل من على متن الطائرة ويتمم زيارته للقاهرة طبقا للقواعد الشائعة في زيارات الملوك والرؤساء ولأن الرئيس السيسي توجه للقائه على متن الطائرة.
هل الغباء السياسي هو الذي دفع جماعة الإخوان إلى تضخيم المسألة وتحميلها ما لا تحتمل أم أنه سوء النية والرغبة في إحداث وقيعة بين الدولتين هو الدافع الذي جعلهم يقومون بما قاموا به؟
هم يرون في ذهاب الرئيس السيسي إلى المطار لمقابلة أخيه الملك عبدالله تقليلا من شأن مصر أو من شأن رئيسها، ولكن هذا الكلام غير صحيح، ولا يمكن أن يروج إلا من قبيل التنطع السياسي.
لابد أن هناك سببا أكيدا وضرورة جعلت الأمور تسير على هذا النحو بين دولتين شقيقتين بينهما من المودة ودفء العلاقات ما يتجاوز كل الشكليات وكل البروتوكولات.
الأغبياء فقط هم الذين يعتقدون ان موقفا كهذا يمكن أن يرفع أو يخفض السعودية أو مصر، الدولتان كبيرتان وبينهما ما بينهما من مواقف مضيئة.
الغريب أن الإخوان المسلمين يتباكون على مكانة مصر وهم أول من فرط في هذه المكانة قولا وفعلا.