”الإخوان” في حضرة المرشد الأعلى

”الإخوان” في حضرة المرشد الأعلى

خلال الأيام القليلة الماضية دار جدل ودارت انتقادات من قبل الكثيرين من المنتمين ومن غير المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وكان الموضوع الذي تعلق به هذا الجدل هو زيارة قيادات كبيرة من جماعة الإخوان لإيران عقب انطلاق عملية عاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية وشاركت فيها الدول العربية الشقيقة.
وبعد أن تسرب نبأ زيارة القيادي الإخواني محمود حسين لإيران، خصوصا في هذا التوقيت الذي انتقد فيه الجميع السلوك الايراني العدائي تجاه الدول العربية، أراد فريق من المنتمين للجماعة تلطيف الأجواء وافتعال نوع من الانشقاق وانتقاد هذا القيادي الإخواني سعيا لتجنب غضب الشعوب العربية والتيارات الدينية السنية،خصوصا التيار السلفي، على اعتبار أن زيارة الدولة التي تعبث بأمن جيرانها العرب المسلمين في هذا التوقيت هو أمر مستهجن ويجعل المزيد والمزيد من الناس يزدادون رفضا لهذه الجماعة.
والحقيقة التي يجب أن يعيها الاخوان والمتعاطفون معهم هي أن جماعة الاخوان انكشفت لدى غالبية الناس وأن ما مضى لن يعود ولا بعد خمسين عاما، سواء رفض قليل أو كثير منهم زيارة كهذه، لأن الجماعة ككل وليس بعض قياداتها قد تلطخت أيدي المنتمين إليها بدماء الناس، وبالتالي لن تستفيد شيئا من توزيع الأدوار وافتعال الانشقاقات حول أشياء لا قيمة لها، طالما أن الكل متفق على أن الإرهاب هو طريق الجماعة وهو أداتها للتعامل مع الوضع الراهن في مصر وفي غيرها.
وعلى الرغم من أن زيارة القيادات الإخوانية لإيران في التوقيت المذكور نوع من الخيانة وأن الهدف منها هو طعن المملكة العربية السعودية عقابا لها على وقوفها إلى جانب مصر، إلا أن هذه الزيارة ليست شيئا يذكر إذا قيست بما ارتكبه الإخوان من جرائم في حق الشعب الذي احتضنهم وأعطاهم الفرصة لتولي مقاليد الأمور.
الطبيعي بالنسبة للإخوان المسلمين – حسبما أثبتت الأحداث – هو التحالف مع أي طرف مهما كان تاريخ هذا الطرف وعلاقته بالأمة التي ينتمون إليها، وثبت أن الاخوان تحالفوا مع المخابرات البريطانية ثم مع السي آي إيه وتحالفوا مع أردوغان ومع الشيطان من اجل مشروعهم، حتى وإن أدى ذلك إلى هدم مصر.
وإذا كان الرئيس الإخواني – بعد أيام قليلة من توليه السلطة في بلده – قد نسي ما قاله عن الصهاينة وأبناء القردة والخنازير وشنف به أذان البسطاء، وخاطب شمعون بيريز بعبارة لم تألفها الأعراف الدبلوماسية وهي عبارة “صديقي الحميم شمعون بيريز”، فلماذا نتعجب من جلوس قيادي إخواني كبير بين أيدي المرشد الأعلى الإيراني!.