ما أعلنته الجمعيات الثلاث على لسان الشيخ علي سلمان هو إصرار على التصعيد ودليل على عدم وجود أي نوايا حسنة من قبل هذه الجمعيات ودليل أكيد على فشل هذه الجمعيات في الاستفادة من العملية السياسية في البلاد.
الخطاب لا يزال كما هو والحديث عن التجنيس وعن الدوائر الانتخابية والسعي للاستئساد على الغير والانتصار للطائفة على حساب كل ما هو وطني هو ما جاء في كلام علي سلمان ومن معه خلال المؤتمر الذي أعلنوا فيه مقدما مقاطعة الانتخابات القادمة، حيث قال الجمعيات لن تشارك حتى بالصف الثاني ولا الثالث ولا الرابع ولا غيره في الانتخابات، ما لم يحصل توافق يفضي إلى حلِّ الأزمة التي تعاني منها البلاد، كما أنَّ موقفنا بعدم المشاركة في الانتخابات ينسحب على الانتخابات البلدية.
التوافق لن يحدث بطبيعة الحال، والوفاق ومن يتبعها من جمعيات ورقية لا قيمة لها ولا شأن في الشارع البحريني لن تدخل الانتخابات، لأن الانتخابات لن تحقق لها ما تريده من تغيير لأوضاع هي أبعد من نجوم السماء، ولذلك فسياسة لوي الذراع والتلويح بالعنف والمظاهرات ستظل هي السياسة المتبعة من قبل هؤلاء خلال الفترة القادمة.
الإصرار على الطائفية ولا شيء آخر هو الذي يجعلهم يتحدثون عن تقسيم الدوائر الانتخابية وهو الذي يجعلهم يتحدثون عن التجنيس، رغم أن التجنيس أصبح شيئا من الماضي ولا علاقة للحاضر أو المستقبل به.
ما هو التوافق الذي يريده علي سلمان هو وجمعيات “تكملة العدد”؟
لا بد أن تقوم الحكومة بطرد كل الذين حصلوا على الجنسية البحرينية على مدار عشرين عاما مضت وتجريد السنة من أي حقوق وإعطاء كل شيء للطائفة الشيعية وإلغاء مسألة المواطنة وتحويل السنة إلى أقلية ذليلة تماما مثل عرب الأحواز وأهل السنة في إيران، وبعدها يقوم آل خليفة بجمع أوراقهم والرحيل عن هذه الأرض بعد أن عمروها وكبروها وارتقوا بها!
عفوا على هذه الصراحة وهذا الخروج عن النص في تناول المسألة الطائفية في البحرين، ولكن ما أقوله هو بالضبط ما يريده علي سلمان وأعوانه، مهما استخدم من تغليف لبضاعته الفاسدة ومهما استخدم من تعابير داعية للإصلاح وإلى الديمقراطية.
كيف نصدق من يتحدث عن الديمقراطية وهو طائفي حتى النخاع؟ وكيف نصدق من يتحدث عن تهميش الطائفة الشيعية وهو يسعى بكل جهد لتهميش الطائفة السنية؟ وكيف نسمح بتحقيق أحلام من يريد أساسا غير وطني يقيم عليه دولة المستقبل في البحرين؟
لا بد ان يقتنع الذين يجترون الوهم ويتاجرون به أن السياسة هي فن الممكن وأن ما يسعون إليه لن يأتي أبدا، وإذا أتى لا قدر الله فسوف يكون يوم موت البحرين.
ادخلوا الانتخابات أو لا تدخلوها، فلن يحدث شيء على الإطلاق، والبحرين يمكنها أن تمضي وتتقدم بدونكم.