بثينه خليفه قاسم
8 أبريل 2019
إيران وحزب الله والاضرار بأمن المغرب
صحيح أن حزب الله هو الذي يقوم بالإضرار بالأمن القومي المغربي وهو الأمر الذي تأكدت منه السلطات الأمنية في المملكة المغربية الشقيقة بوسائل شتى وأعلنته على الملأ بعد رصدها لعمليات تدريب واسعة لأعضاء جبهة البوليساريو على تكتيكات حرب العصابات التي يبرع فيها الحزب ،وصحيح أن السلطات المغربية قامت بالقبض على مسئول كبير في حزب الله وتأكدت من قيام الحزب بدور واضح في مساعدة البوليساريو في القيام بعمليات اعتداء على أمن المغرب واستقراره ،الى جانب معلومات أخرى أعلنت المغرب انها توصلت إليها حول النشاط الإيراني المعادي لها داخل إحدى السفارات .
كل هذه المعلومات قالت المملكة المغربية الشقيقة أنها تأكدت منها حول حزب الله الارهابي ،ولكن هل يمكن أن يقوم حزب الله بما يقوم به ضد دولة بحجم المغرب دون تنسيق أو دون أوامر من إيران ؟
الدنيا كلها تعلم أن حزب الله ذراع إيرانية أو لنقل إيران مصغرة تأتمر بأوامر الولي الفقيه وتكلف بعمليات في أي مكان وليس فقط في لبنان طبقا لما تقتضيه المصلحة الإيرانية وتعمل جنبا إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني في تنفيذ عمليات خارجية.
فهل تدخل حزب الله في سوريا وقيامه بقتل الآلاف من السوريين لمصلحة لبنان مثلا ؟وهل تدخل حزب الله في اليمن وقيامه بدعم وتدريب الحوثيين لمصلحة السعودية أو البحرين مثلا ؟
وهل يقوم رئيس الحزب المذكور بتحريض جانب من أهل البحرين ويسعى لهز استقرار البحرين لصالح الأردن أو مصر مثلا؟
قضية ارتباط عمليات حزب الله على الأراضي العربية بإيران وأوامرها ومصالحها قضية محسومة وليس محل شك أو مناقشة.
كما أن تورط حزب الله في الاعتداء على أمن المغرب ليس أمرا مستغربا ،ففكر حزب الله هو فكر إيران ،وايران تنصب نفسها وصية على العالم الإسلامي كله وتسعى لفرض هذه الوصاية من خلال التدخل في شئون الدول الإسلامية من باب الطائفية واستغلال بعض الأقليات وتحريضها على سلطات بلدانها ودفعها للتمرد وحمل السلاح .
إيران لا تريد الاستقرار لأي بلد عربي ابتداءا من البحرين والسعودية ووصولا الى المغرب ،وبالتالي فتورط إيران في دعم البوليساريو بالمال والسلاح والتدريب ليس بالأمر الغريب ،ومن حق المملكة المغربية الشقيقة أن تتخذ من الإجراءات ما يحمي مصالحها وأبسط هذه الإجراءات أن تقطع علاقاتها مع من يسعى لهز استقرارها .