إيران وجماعات الإرهاب

إيران وجماعات الإرهاب

قال نائب وزير الدفاع الإيراني رضا طلابي لقناة العالم إن القوات المسلحة الإيرانية ستتدخل إذا تجاوز تنظيم داعش الخطوط الحمر، وإذا تعرضت العتبات المقدسة للخطر، وكأنه بتصريحاته هذه يقول لداعش تعرضوا لهذه العتبات لكي تكتمل الخطة ونصل إلى أهدافنا الباقية في العراق، بعد أن تحققت معظم الأهداف وأصبحت بيننا وبين الابتلاع التام للعراق خطوات بسيطة. وقال طلابي إن إيران تراقب الأعمال الإرهابية في المنطقة، سواء التي تقوم بها الجماعات الإرهابية أو الدول الأجنبية التي تتدخل في المنطقة أو الصهاينة!  إذا اعترف طلابي بأن إرهاب المنطقة في جزء منه على الأقل إرهاب مصنع أو مخلق وأن دولا من خارج المنطقة ومن داخلها تشارك فيه! ولكنه استثنى بلاده من هذا الإرهاب ومن دعمه ومن المشاركة فيه وقال إن بلاده تراقب فقط وسوف تتدخل في لحظة تعرض المقدسات الشيعية للخطر! المعنى الحقيقي لتصريحات طلابي أن إيران تراقب الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الدول الأجنبية والصهاينة لتحقيق أهداف بلاده، وأن بلاده تنظر ما ستسفر عنه هذه المعمعة التي تجري، حيث التدخل في اللحظة الحالية لا يفيد طالما أن الغير يقوم بالمهمة المطلوبة! كل ما يجري في المنطقة حاليا هو مؤامرة على العرب، ولا شك أن المستفيد من هذه المؤامرة هو إيران وإسرائيل، وسواء كانت إيران تشارك أو تراقب فهي طرف في المؤامرة في كل الأحوال، فإذا اشتعلت الفتنة الطائفية في المنطقة فهي مستفيدة فهي تمسك بورقة المقدسات وحماية الطائفة الشيعية! كل هذا يؤكد أن علاقة إيران بجماعات الإرهاب السنية والشيعية معا علاقة وثيقة مهما كانت المواقف المعلنة لمسؤوليها، فهي المستفيد الأول من شيطنة السنة في المنطقة عن طريق هذه الجماعات الشاذة التي خانت الدين والوطن واستخدمت في تقويض مقدرات الأمة. والغريب، ورغم هذا الوضوح الشديد للمؤامرة وأطرافها، أن إيران لا تزال من خلال تصريحات مسؤوليها تلعب على مشاعر الأمة وتستغفل البسطاء وتقول إنها تراقب تحركات إرهاب الأجانب والصهاينة في المنطقة!  والأغرب من هذا أيضا أن الأمة العربية تبدو وكأنها منومة مغناطيسيا وأنها تقاد نحو حتفها ولا تستطيع التصدي للمؤامرة، رغم كونها على وعي تام بها!.