منذ سنوات طويلة وإيران تمارس نفس التكتيك بالعمل على هز استقرار جيرانها العرب، ذلك التكتيك الذي يعتمد على استخدام أتباعها وطابورها الخامس الموجود في هذه الدول وتوظيف الملف الطائفي بشكل يضمن لنفوذها البقاء في هذه الدول ومناكفتها وإشغال قواتها الأمنية طوال الوقت كنوع من الاستنزاف المستمر.
والحقيقة أن إيران تتبع هذه السياسة القديمة الجديدة ليس فقط للتدخل في شؤون الدول من خلال الملف الطائفي ولكنها تحقق هدفا آخر من وراء هذه العملية، وهو جعل الصراع مع القوى الأخرى المناوئة لها دائما خارج أراضيها لتضمن لنفسها الاستقرار الداخلي على حساب غيرها.
إيران فعلت كل ما فعلته في العراق واليمن والبحرين دون أن تفقد شيئا ودون أن تسيل دماء مواطنيها ودون أن تخسر شيئا! فإلى متى تستمر إيران في هذه الاستراتيجية دون أن يتصدى لها غيرها من الدول ويعاملوها بالمثل؟
طارق الهاشمي النائب السابق للرئيس العراقي قال في تصريحات له قبل أيام إن إيران لن تكف عن هذه السياسة إلا إذا تم نقل الصراع الذي تصنعه لغيرها إلى أراضيها، فهل هذا أمر ممكن بالفعل؟ هل بإمكان الدول التي تعبث إيران بأمنها ولحمتها الوطنية أن تفعل نفس الشيء داخل الأراضي الإيرانية، وبالشكل الذي يجعلها تعيد حساباتها وتدخل الى داخل حدودها وتكف عن هز استقرار غيرها؟
لا أعتقد أن الأمر سهل، ليس فقط لأن إيران قضت تماما على كل من يمكنه أن يشكل لها أي نوع من عدم الاستقرار، سواء من عرب الأحواز أو أية فئات أو أفراد، فآلة الإعدام تمارس عملها منذ سنوات في قطع رقاب كل من تسول له نفسه رفع صوته بأي شيء يخالف حكم الملالي، ولكن ليس معنى هذا أن يسكت العرب إلى الأبد عن مواجهة السياسة الإيرانية التي تعبث بأمنهم.
لابد من التعاون بين الدول العربية للضغط على إيران والقوى الدولية المختلفة، لوقف العبث الإيراني بالمنطقة.