بثينه خليفه قاسم
٧ يناير ٢٠٢٠
إيران لن ترد مباشرة
على مدار الأيام الماضية ومنذ مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني كان اسم هذا الجنرال موجودا في أكثر من خبر او مقال في كل جريدة صدرت ،ذلك الرجل الذي ارتبط اسمه بالقدس ،رغم أنه لم يقدم للقدس أي شيء في تاريخه .
ذلك الجنرال الذي حارب في اليمن وفي سوريا وفي العراق ولكنه لم يحارب يوما من أجل القدس ،وقتل من العرب والمسلمين الافا ولم يقتل نملة من الذين احتلوا القدس وغير القدس .
الدنيا كلها تتحدث عن الرد الايراني وعن تبعات اغتيال الطاووس وعن المواجهة الشرسة بين إيران وبين الولايات المتحدة والكل يضع سيناريوهات لما ستقوم به إيران انتقاما للجنرال سليماني والكل ينتظر أن تزلزل الأرض زلزالها .
وهناك من يعتقد أن دول الخليج العربي ونفط الخليج العربي قد أصبح في خطر وأصبح هدفا لهجوم ايراني قادم .
وعلى الجانب الآخر فقد حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ٥٢ هدفا إيرانيا سيتم ضربها في لحظة واحدة اذا ما أقدمت إيران على أي عمل عسكري ضد أهداف أمريكية .
ولكن ما هي حسابات المكسب والخسارة التي ستحكم وتحدد طبيعة الرد الايراني الذي ينتظره الجميع بين وقت وآخر ؟
حسابات المكسب والخسارة أن إيران التي تلقت هذه الضربة التي لم تتوقعها على الاطلاق والتي استبعدها سليماني نفسه عندما كان على قيد الحياة ،تقول أنه إيران في حالة الرد المباشر ستتلقى صفعة أشد،وعلى أثرها يمكن أن تدخل في دوامة لا تنتهي من الحرب مع الولايات المتحده.
صحيح أن أطراف أخرى في المنطقة ستدفع ثمنا لذلك ،ولكن ما الذي سيجنيه ملالي إيران من هذا الانتحار العسكري ؟
ولذلك فإن اقرب السيناريوهات والتحليلات إلى المنطق هو أن الرد الايراني سيكون كالعادة من خلال الحرب بالوكالة بواسطة العملاء الموجودين في الدول العربية الواقعة تحت الهيمنة الإيرانية من خلال عمليات يقوم بها هؤلاء العملاء ويدفع ثمنها كالعادة أيضا أفراد أبرياء من العرب والمسلمين ،لأن الصواريخ التي ستطلق ستسقط على أماكن تواجد الأمريكيين في هذه الدول ومنها ما سيسقط على أماكن مجاورة فيروح ضحيتها مواطنون من هذه الدولة .
هذه هي إيران ولن تتغير ،وبالذات في هذا التوقيت الذي يريد فيه الرئيس الأمريكي أن يستعيد سمعته المهدرة ويريد بكل السبل أن ينجح في الانتخابات القادمة حتى وإن اقتضى الأمر أن يمشي الى ذلك فوق أشلاء العالم كله .