عام 2009 عام ٌ ملىء بالشؤم، من الأزمة المالية ، إلى حرب غزة ، إلى انفلونزا الخنازير ، ولا يعلم إلا الله ما الذي ستأتي به الأيام القادمة ، وكأن الله قد غضب على البشرية كلها، وعلى الناس أن تتطهر من كل ما يغضب الله.
أنفلونزا الخنازير كما يطلق عليها أشد خطورة من غيرها من البلايا، فلن يصلح التعامل معها على طريقة التعامل مع حرب غزة أو مع الأزمة المالية. فعندما كان العالم كله يشكو ويدق ناقوس الخطر حول الأزمة المالية كان المسئولون العرب يعلنون أن الإقتصاديات العربية بخير وأن قواعدنا الإقتصادية راسخة ولن تتأثر .
وظللنا نسمع هذه التصريحات حتى أصابت الأزمة قواعد وأسس الإقتصاديات العربية ، ولا أدري لماذا نخجل من التعامل بشفافية مع أزمة كهذه خاصة وأنها ليست من صنعنا، فهي أزمة عالمية وليس فيها ما يخجل أو ينال من مصداقية مسئولينا.
الآن بعد أن دق العالم كله ناقوس الخطر حول مرض أنفلونزا الخنازير وقالت رئيسة منظمة الصحة العالمية أن البشرية كلها معرضة للإصابة بالمرض، وبعد وقوع عدد كبير من الوفيات بالمكسيك وتفشي المرض في الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل نتمنى من جميع المسئولين العرب ومن بينهم البحرينيين التعامل مع هذه المسألة بشفافية كاملة لأن هذا هو الأفضل لصحة الناس وليس هناك ما يخجل أحداً أن يأتي المرض إلينا.
قرأنا أن المسئولين المعنيين بالمملكة أعلنوا عن إجراءات لمنع دخول المرض للبحرين، وهذا أمرٌ طيب، ولكن الأهم والأخطر هو مدى تسلحنا بما يجب لمواجهة المرض إذا ما دخل بالفعل إلى البحرين ، فيجب على سبيل المثال الإعلان عن مدى قدرتنا من النواحي التكنولوجية والتجهيزات اللازمة لكشف المرض ، بغض النظر عن الكاميرات التي سيتم وضعها بالمطار، وكذلك الإعلان بشفافية عن مدى توفر العقار المضاد للفيروسات ومدى استعداد المستشفيات لإستقبال المرض في حال تفشي المرض لا قدر الله. ونحمد الله أن أمامنا الفرصة بدرجة ما للتعامل مع المرض.
ولا أبالغ إذا ما طالبت بضرورة أن يكون هناك عملاً عربياً مشتركاً لمواجهة المرض كما تفعل دول الإتحاد الأوروبي ، ولا يجب أن تنتظر الدول العربية حتى يتفشى المرض ، فهذا الخطر الداهم لابد أن يوحدنا مهما مزقتنا السياسة .
لابد أن تدرس الدول العربية مجتمعة إمكانياتها وإستعداداتها لمواجهة المرض . ألا هل بلغت . اللهم فإشهد.