إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي الإيراني

إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي الإيراني

12 مايو 2018

 

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الايراني

 

ترامب والاتفاق النووي الايراني هو حديث الساعة على الكرة الأرضية كلها، سواء قبل اتخاذه لهذا القرار أو بعده .وتباينت ردود أفعال الدول طبقا لمصلحة كل دولة وما سيعود عليها من بقاء امريكا في الاتفاق أو انسحابها منه.

فأوروبا في معظمها رافضة لإلغاء الاتفاق ،ليس لشيء سوى مصالحها المتمثلة في الاتفاقيات التجارية والتنقيب عن الغاز في المياه الإيرانية .وروسيا وتركيا وغيرهما من الدول لهم نفس موقف الأوروبيين.

 

أما نحن الخليجيين الذين دفعنا ثمنا كبيرا بسبب هذا الاتفاق الذي أطلق يدي إيران لتعيث في المنطقة كلها فسادا ،فلا شك أننا نؤيد ضغوط وأي إجراءات تجعل إيران تكف عن إشعال الطائفية في المنطقة .ولكن كل ما تقدم لا يبعث على الاطمئنان في ظل الوعود الأوروبية والروسية بمواصلة التزامها بالاتفاق.فما معنى أن تلتزم بريطانيا وفرنسا وألمانيا بسريان الاتفاق في غياب الولايات المتحدة ؟

إذا صح هذا عمليا ،فايران هي المستفيدة لأنها ستستعين على عقوبات ترامب الجديدة بالتعامل مع أوروبا في مجال التجارة والغاز وبالتالي تواصل إيران الاستفادة من الاتفاق في تنمية نفسها اقتصاديا وتستمر في زعزعة استقرار المنطقة.

وحتى إذا خضعت إيران للضغوط الأمريكية  واستجابت الى دعوة ترامب بالدخول في اتفاق جديد بشروط أمريكية أكثر تشددا ،فهذا أيضا في غير صالحنا لان الرواج الاقتصادي الذي تستفيد به إيران يجعلها تزداد عربدة في المنطقة.