إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي.. مع التحية

إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي.. مع التحية

“حسن النية والمصداقية والشفافية وعدم التدخل في شؤوننا وترجمة ما يطرح من أفكار إلى واقع عملي” هذه هي الشروط التي اشترطها وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار مدني لقبول إيران كشريك، وذلك خلال كلمته التي ألقاها أمام حوار المنامة، وقال إن السعودية ترحب بإيران شريكا كاملا يضطلع بمسؤولياته تجاه أمن الخليج، ولكن مع تأكيد بناء علاقات جوار حقيقية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول حتى لا ينطبق عليها المثل القائل “أسمع كلامك أصدقك وأشوف أفعالك أستعجب”.
ولكن الواقع الذي نعيشه حاليا في منطقتنا العربية، خصوصا في الخليج العربي يؤكد أن وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي يطلب المستحيل ويبين أن المثل الذي استخدمه لا يعبر بدقة عن الذي تقوم به إيران في المنطقة الآن.
“أسمع كلامك أصدقك وأشوف أفعالك أستعجب”، في الوقت الحالي،يمكن أن نعتبره تعبيرا دبلوماسيا خفيفا يتناسب مع كياسة الدبلوماسيين وتلطفهم في القول، ولكننا كأشخاص عاديين في دول الخليج لم نعد نصدق ولم نعد نستعجب.
فحتى لو تركنا الفعل الإيراني جانبا وأمسكنا بالقول لن نجد قولا مقبولا بالنسبة لبلادنا الخليجية، خصوصا البحرين، ففي كل مناسبة نجد إيران تتدخل في شؤوننا بطريقة فجة وتتعامل مع أحداث البحرين الداخلية وكأنها وصية علينا أو على قطاع من شعبنا، وإذا أردتم أن تتأكدوا من صدق كلامي فراجعوا التصريحات الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية تجاه البحرين خلال العام أو العامين الماضيين.
وبما أننا لا نصدق ما تقوله إيران تجاهنا فنحن لا “نستعجب” ما تقوم به من تحريض لجماعات تابعة لها لتقوم بهز استقرارنا واستنزاف اقتصادنا ولا “نستعجب” تجاه ما تقوم به في اليمن وما قامت به في العراق وفي سوريا وفي لبنان.
لم نكن نصدق كلام إيران عندما كان الهلال الشيعي مجرد كلام على الورق ومخاوف تتردد من وقت لآخر على ألسنة البعض من السياسيين والإعلاميين، فكيف نصدق الآن بعد أن بدأ الهلال في التشكل؟
كيف نصدق والتفاهمات والمواءمات تجري من حولنا بين أميركا وبين إيران دون مراعاة لمصالح شعوبنا؟
لا مجال لحسن النوايا ولا الشفافية ولا مجال لمطابقة الأفعال للأقوال في ظل المحرقة التي تتعرض لها الأمة العربية في الوقت الحالي، خصوصا أن الأطراف التي تمارس هذه المحرقة معروفة لنا ولكم يا سيادة الوزير.
لا يجب أن نصدق إلا ما نملكه بأيدينا وقدرتنا الذاتية على صد المؤامرة التي نتعرض لها في الوقت الحالي.