إلى النواب الجدد.. مع خالص تحياتي

إلى النواب الجدد.. مع خالص تحياتي

الى النواب الجدد ..مع خالص تحياتي

4 ديسمبر 2018

انتهت الانتخابات البرلمانية البحرينية وربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر ،فهنيئا للذين نالوا ثقة الجماهير وأصبحوا نوابا وحظ أوفر في مرة قادمة لمن كان لهم شرف المحاولة ولم يوفقوا هذه المرة اذا كان في العمر بقية .واليوم أصبح السادة النواب الجدد في مرحلة جديدة  أصبحوا أمام مسئوليات كبيرة أمام الناخبين الذين أعطوهم الثقة .

اليوم جاء وقت العمل ورد الجميل لمن ساندوا واجتهدوا من أجل أن يصل النواب المحترمون الى مقاعدهم.هاهم السادة النواب على المقاعد التي تمنوها وسعوا إليها ،فليثبتوا للشعب البحريني أنه لم يخطيء في اختياره .

 

الشعب البحريني جرب كثيرا ،اختار الإسلاميين واختار المستقلين وغيرهم كثير،ولكنه هذه المرة انحاز بشكل واضح للشباب ،والشباب يعني الحماس والابتكار ،فهيا أيها النواب ابداوا العمل واثبتوا لنا اننا انحزنا الى أفضل المرشحين .

 

مرحلة ما قبل الانتخابات تكون كمرحلة الخطوبة التي تسبق الزواج يظهر فيها الخاطبون والمرشحون بشكل رائع ويكونون أسخياء في كل شيء ،يقدمون الوعود البراقة لكل من يقابلهم ويعلنون للجميع أن التاريخ سيبدأ غدا وان ما فات مات وأننا أولاد هذا اليوم وسوف نبني ونعلي البناء وسنحول الأماني الى حقائق تمشي على الأرض.

 

ولكن بعد الانتخابات أو بعد اتمام الزواج قد تختلف الأمور  ويشعر الطرف الاخر في اللعبة بالصدمة الكبيرة ويتساءل اين الذين قالوا أنهم سينقلون الجبال من مكانها ويجعلون الشعب الياباني يحقد علينا ؟

 

ومشكلة النواب الكبرى قبل الانتخابات هي المبالغة في قدرتهم على الفعل والتأثير دون إدراك منهم إلى أن كثير من الأمور محكومة بميزانيات وموارد الدولة،وعندما يتفاجؤون بأن الموارد لا تكفي للوفاء بوعودهم التي أطلقوها في حملتهم الانتخابية يبدأون من جديد في بيع الكلام والأحلام للجماهير وتوجيه انتقادات للحكومة اعتقادا منهم أن هذا سيحفظ صورتهم لدى الناس ويقنعهم بانتخابهم مرة أخرى .

 

ولكن هذا المسلك غير مقبول ،فالنائب الحق هو النائب الذي يقدم الحلول ويقدم الاقتراحات والابتكارات في إطار ما تسمح به موارد وميزانيات الدولة .المسألة ليست كلاما قبل الانتخابات وكلاما بعد الانتخابات ،ولكن المسألة مسألة عمل مخلص لخدمة الوطن والمواطن .

( فأما الزبد فيذهب جفاءا ،وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ).