لقد وصلت حالة الغليان في العراق إلى أشدها،فالمظاهرات تتزايد أعداها بشكل رهيب في معظم المحافظات العراقية، والمالكي لا يزال يسد أذنا بطين والأخرى بعجين، فهو لا يقيم وزنا للشعب العراقي، طالما أن إيران تقف خلفه وتؤيده بكل السبل الممكنة.
في ظل الحالة التي تعيشها العراق لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالمصير الذي يمكن أن تؤول إليه الأوضاع هناك بعد سنوات من الصراع والمعاناة وبعد الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب العراقي من دماء أبنائه التي سالت وروت أرضه من شمالها إلى جنوبها.
لا يزال مستقبل العراق ضبابيا وكل الاحتمالات المنطقية لما يجري هناك مرعبة،خاصة إذا ظلت إيران تمسك بخناقه وتعبث بمصيره على النحو الذي نراه، فالحرب الأهلية واردة والتقسيم وارد ولا يضر بالمصلحة الإيرانية.
وعلى الرغم من ضخامة المظاهرات وسخونتها، إلا أن إيران تصر على قهر العراقيين وفرض عملائها على قمة السلطة مهما كانت كلفة ذلك، حتى وإن سقط الآلاف وشرد الآلاف كما حدث في سوريا.
إيران تقف ضد إرادة الشعب العراقي وتصر على دعم نوري المالكي الذي سيلعنه التاريخ إذا كان ثمن بقائه في السلطة هو تمزيق هذا البلد، فإما أن يبقى المالكي في السلطة واما أن تتقسم العراق طائفيا وعرقيا وتتحول إلى دويلات صغيرة لمصلحة إيران وإسرائيل وكل أعداء العرب.
إيران مارست كل الأساليب الحقيرة لقمع مظاهرات السنة في العراق، فقد أقنعت المالكي بالعفو عن كل السجناء التابعين لتنظيم القاعدة الموالي لها لكي ينفذوا عمليات انتحارية نوعية ضد قادة المظاهرات الذين أزعجوا حكومة المالكي، وتصفية شخصيات معينة في الجيش وفي مؤسسات أخرى وفي نفس الوقت تنسب هذه العمليات الانتحارية للمتظاهرين أنفسهم.
إيران هي التي أوصت بتوزيع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة على المليشيات التابعة لها للقيام بعمليات اغتيال ذات طابع مذهبي تأخذ البلاد إلى حافة الهاوية وتجبر القوى السياسية المختلفة على الجلوس مع المالكي.
والأمر لا يقتصر على التسليح وإعداد المليشيات من اجلب تصفية السنة والقضاء التام على وجودهم في مناطق معينة،مثل بغداد،ولكنها تدعم المالكي إعلاميا وتمول القنوات التلفزيونية التي تبرز إنجازاته وتصوره على أنه الرجل الوحيد الذي يستطيع قيادة العراق.
هذه هي إيران التي تدس أنفها في شئوننا الداخلية وتدعم المظاهرات وعمليات التخريب التي تحدث في بلادنا وتتهمنا بانتهاك حقوق الإنسان، وكأن الإنسان العراقي والسوري الذي يقتل بأسلحتها ومليشياتها كل يوم ليس له حقوق.