الحكم القضائي الخاص بإغلاق مقار جمعية الوفاق ووقف نشاطها قوبل بحالة من الرضا الشعبي، وهذا يدل على أن المواطن البحريني أصبح على درجة من الوعي والإحساس بالخطر الذي قد يتأتى من وراء الطائفية والسير في ركاب جهات ودول أخرى لها أجنداتها ومصالحها في المنطقة.
الأصل في المعارضة هو الوطنية وخدمة الوطن والناس بشكل آخر، ولم تكن المعارضة في أي زمان أو مكان أداة لطعن الوطن أو تحقيق أهداف الغير في داخله، هذا ما رأيناه ونراه في تاريخ العالم كله.
وبمعنى آخر الوطن الواحد هو المرجعية وهو الغاية التي يرتبط بها الجميع ويعمل من أجلها، وفي سبيل ذلك تدار المناقشات والاحتجاجات وتتعدد التكتيكات والمسالك، وقد تصل الأمور إلى درجات من السخونة والانفعال وانتقاد خطط الآخر وفشله، ولكن دون الارتباط بأجندات خارجية ودون استعداء أطراف خارجية على الوطن أو حكومته.
ولكننا على مدار السنوات التي مضت، ومنذ أن سمح للجمعيات بممارسة السياسة ودخول الانتخابات، لم نجد الوطن الأساس والغاية لدى جمعية الوفاق المعارضة، ولكننا وجدنا ارتباطا واضحا بالخارج، ووجدنا ترحيبا أو سكوتا عن تدخلات خارجية صارخة في شؤون الوطن، ولم نجد رد فعل محدد وحازم من قبل هذه الجمعية في وجه الذين يمارسون التهديد والتحريض من خارج الحدود ويتحدثون باسمها وباسم أعضائها، وكأن الوفاق جمعية إيرانية وليست جمعية بحرينية.
إذا كان ما تقوم به إيران في كل مناسبة من ممارسة الوصاية على الوفاق وأتباعها والتحدث باسمهم والتدخل في شؤون البحرين باسمهم جريمة، فإن سكوت الوفاق وأتباعها عن هذه التدخلات جريمة أشد لأنها تنطوي على طعن للوطن الواحد الذي يضمنا جميعا.
وليس هذا وحده، فقد أثبتت التجربة – على الرغم من أن الوفاق كغيرها قدمت من الأوراق ما يفيد بأنها ستمارس السياسة وفق القوانين المنظمة، شأنها شأن غيرها من الجمعيات، إلا أن التجربة والممارسات اليومية بينت بوضوح أنها جمعية طائفية تحض على الكراهية وتصدع المجتمع وانهياره، وهذا أمر لا يمكن السكوت عليه خصوصا في الظروف التي تمر بها المنطقة برمتها.
جمعية الوفاق، مثلها مثل حزب الله ومثل جماعة الحوثي، هي إيران مصغرة لها كل ملامح وعقيدة إيران، تنفعل بما تنفعل به إيران وتكون صدى لما ينادي به ملالي إيران، وهذا أمر لا يمكن أن ترضى به البحرين، وليس هناك ما يرغمها للقبول به كما حدث في لبنان وفي اليمن.