أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن غضبها الشديد لقيام جندي إسرائيلي بإعدام جريح فلسطيني وهو ينزف بعد أن كان زملاء الجندي المذكور قد أطلقوا النار عليه وتركوه ينزف!
وقالت الخارجية الأميركية في بيان لها إن هذه الحادثة تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الانسان واتفاقية جنيف وكل الأعراف الدولية، وقالت إنها ستعمل على محاكمة الجاني ليكون عبرة لمن يعتبر.
كما أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيانا عبر فيه عن رفض الأمم المتحدة والدول المتمدنة الممارسات الإسرائيلية، خصوصا قتل الجريح الفلسطيني بدم بارد وأن الجندي الإسرائيلي القاتل كان قد وصل إلى مكان الحادث بعد أن قام زملاء له بإطلاق النار على القتيل وأصابوه وكان في حالة تمنعه من القيام بأي اعتداء على أحد ولم يكن يحمل أي سلاح.
ومن جهته عقد الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، وقيام الجندي الإسرائيلي بالإجهاز على رجل وهو يحتضر، وقال الاتحاد الأوروبي في بيان له إن ما حدث يعد خرقا صارخا للقانون الدولي الانساني وإن دول الاتحاد الأوروبي ستراجع علاقاتها الاقتصادية والعسكرية بإسرائيل.
ومن اجل تهدئة المواقف الدولية الغاضبة وامتصاص الغضب الأميركي العارم على وجه الخصوص، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستقوم بمحاكمة الجندي الاسرائيلي القاتل بسبب خرقه الأوامر العسكرية وقيامه بقتل رجل أعزل وهو مصاب وحالته خطيرة.
لا تصدقوني فكل ما ذكرته قبل هذا السطر كذب في كذب، وهو أكثر من كذبة أبريل، لأن كذبة أبريل نفسها لا يمكن أن تكون كذلك، فكذبة أبريل تحتاج إلى عنصر ما يبين إمكانية حدوثها على أرض الواقع، وهو ما يجعل الإنسان يصدقها في بادئ الأمر قبل أن يصرح له مؤلف الكذبة أنها كذبة أبريل، فإذا قال أحد إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أصيب بمرض الايدز، أو إن الرئيس أوباما أصيب بأنفلونزا المعيز، فهذا شيء يمكن تصديقه في بادئ الأمر، قبل أن يقال العكس، أما أن يقول أحد إن أميركا تندد بحادثة إجرامية ارتكبها جندي إسرائيلي، فهذه لا تصلح أن تكون كذبة أبريل.
الخبر الصحيح حول هذه الحادثة أن رئيس وزراء إسرائيل ووزراء إسرائيل قد تباروا في تأييد ما قام به الجندي الإسرائيلي دون خجل ودون حياء، بل قامت الحكومة الإسرائيلية في هذا الوقت بالذات بنشر استطلاع رأي يبين أن الغالبية العظمى من الشعب الإسرائيلي تؤيد بشدة ما قام به الجندي القاتل!
أما فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، والسيد بان كي مون وأممه المتمدنة، وموقف الاتحاد الأوروبي الذي يغضب بشدة إذا قامت دولة عربية باعتقال إرهابي أو خارج على القانون، فهو موقف لا يختلف مطلقا عن مواقف كل مقابر العالم المتمدن.
لا أدري لماذا بعد كل هذا يتعب العالم المتمدن نفسه بالبحث عن أسباب الإرهاب، وبإنفاق المليارات في حربه على الإرهاب!.