أمن البلاد واستقرارها وبقاؤها أهم من أي أشخاص وأهم من أي شيء آخر، مهما كان رأي العالم الخارجي في هذا الشيء… لا شيء فوق البحرين واستقرار البحرين، شاء من شاء وأبى من أبى .
هذا ما يجب أن يقوله أي إنسان وطني مخلص في تعليقه على مسألة إسقاط الجنسية البحرينية عن المرجع الشيعي عيسى قاسم، الأب الروحي لجمعية الوفاق المعارضة التي صدر الحكم القضائي بوقف أنشطتها قبل أيام.
عيسى قاسم، مرجع شيعي كبير، هذا صحيح، عيسى قاسم له أتباع ومريدون، قد يكون صحيحا أيضا، عيسى قاسم شخصية لها وزنها واعتبارها لدى إيران والعراق وربما دول أخرى، هذا وارد بدرجة كبيرة، ولكن كل هذا لا يشكل شيئا أمام قوانين وأمام أدلة لا تقبل التشكيك حول تورط الرجل في أنشطة معادية للبلد الذي يحمل جنسيته ويعيش على أرضه ويأكل ويشرب ويتنسم هواءه!
ستقوم ضجة كبيرة وجعجعة طويلة من قبل أتباعه ومن قبل الدول والأجهزة التي يعمل لصالحها، هذا وارد، ولكن لا أحد فوق البحرين، ولا يمكن لأحد أن يقبل أي نوع من اللين أو المماحكة في مسألة تتصل بأمن البلاد واستقرارها، ناهيك عن أن الضجة والتحريض مسألة موجودة في كل الأحوال، سواء نال قاسم جزاء فعلته أم لا!
كل هذه الملايين التي تم ضبطها لدى الرجل والتي تم إرسالها لجهات خارجية معادية للبلاد من أين جاءت ولماذا أرسلت إلى هذه الجهات؟ وما العلاقة بين مرجع ديني وهذه المبالغ الأسطورية التي تم ضبطها؟
إن جملة “اسحقوهم” التي أمر بها الشيخ أتباعه قبل فترة لكي يقتلوا رجال الشرطة في البحرين، لم تكن من فراغ ولم تكن مجانية، خصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار عدد شهداء الشرطة الذين سقطوا وهم يؤدون واجبهم منذ قيلت هذه الجملة التاريخية.
نحن نعرف ما تعنيه المرجعية وما تعنيه كلماتها وأوامرها، ونعرف أن الذين قتلوا رجال الشرطة، ارتكبوا جريمتهم معتقدين أنهم في طريقهم للجنة وأن المرجعية راضية كل الرضا عن ما يقومون به من قتل وتخريب!
والسؤال الذي نوجهه في هذه المناسبة، ليس للشيخ وحده، ولكن لجميع الذين يحملون الجنسية البحرينية وهم كارهون للبحرين غير مؤمنين بعلمها وحدودها: ما فائدة هذه الجنسية بالنسبة لكم، طالما أن ولاية الفقيه هي الوطن وهي العلم وهي الحدود؟
الذي يريد البحرين ذات الشعب الواحد والعلم الواحد، البحرين التي لا تأتيها الأوامر من الخارج ولا يقوم أحد مهما كان بالوصاية على أية فئة من أبناء شعبها، فمرحبا به، ومن أراد غير ذلك فليحمل عصاه ويرحل.