بثينه خليفه قاسم
17 مايو 2021
إسرائيل هي إسرائيل والعالم هو العالم
لا جديد تحت الشمس، فإسرائيل كما هي لم تتغير، اعتداء جديد ومئات الضحايا الفلسطينيين يسقطون تحت ضربات الآلة العسكرية الاسرائيلية الظالمة، والعالم كما هو ،يرى المذبحة التي تحصد أرواح الأطفال والنساء العزل دون أن ينطق، وإذا نطق فإن أفضل ما يقوله هو أن يساوي بين الجاني وبين الضحية.
فأوروبا تدعو إلى وقف العنف دون أن تذكر ظالما أو مظلوما، وأمريكا ،الدولة الكبرى، تقول أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، وفرنسا منعت المظاهرات التي تدعو لرفع الظلم عن الفلسطينيين ،وبناءاً عليه تستمر العملية الاسرائيلية كما استمرت سابقاتها وتستمر أشلاء الفلسطينيين في التطاير ويستمر سيلان الدم الفلسطيني.
وليس هذا فقط ،ولكن مجرد إبداء الدعم للفلسطينيين يحول صاحبه إلى معاد للسامية، ابتداءا من محمد النني لاعب نادي الأرسنال الانجليزي لكرة القدم ووصولا إلى السيناتور بيرني ساندر،النائب عن ولاية فيرمونت الأمريكية.
اللاعب المصري أعلن تعاطفه مع الضحايا الفلسطينيين على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي،فقامت إحدى الشركات الراعية للنادي بالمطالبة بإبعاد اللاعب ومعاقبته.
أما السيناتور بيرني ساندرز مرشح الرئاسة الأمريكية السابق، فتجرأ وقال: “أن حياة الفلسطينيين مهمة أيضا”، فتم وصفه بأنه يهودي معاد للسامية وبأنه يكره نفسه.
كل ما قاله ساندرز هو أنه دعا الى ضرورة وقوف أمريكا مع “حقوق الفلسطينيين” وحياتهم مثلما تدعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو اتبعت سياسات “عنصرية” ضد الفلسطينيين على مدار السنوات الماضية.
وقال ساندرز في مقال نشره في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية يوم الجمعة، إن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها” ،وهي الجملة التي يقولها الديمقراطيون والجمهوريون على السواء كلما تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي من قطاع غزة، ورغم تأكيده على هذا الحق للحكومة الإسرائيلية ،إلا أنه تجرأ وأضاف إلى ذلك تساؤلا ،هو: “لكن ماذا عن حقوق الفلسطينيين؟”.
وزاد ساندرز الطين بله لدى مؤيدي إسرائيل عندما أعلن أن صواريخ حماس ليست السبب في اشتعال الموقف رغم أنه أكد في الوقت نفسه رفضه لإطلاق هذه الصواريخ نحو إسرائيل.
وقال ساندرز أن السبب الحقيقي هو محاولة “إخلاء” سكان حي الشيخ جراح والذي يمثل ثمرة استراتيجية صممت من أجل تهجير سكان هذا الحي منذ سنوات.
ورأى السيناتور الأمريكي أن “إخلاء” حي الشيخ جراح من سكانه “جزء من نظام أوسع يتسم بالاضطهاد السياسي والاقتصادي ، منتقدا التغلغل الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية والحصار المفروض على سكان غزة.