إسرائيل بريئة
السبت
23 ديسمبر 2017
استراتيجية الأمن القومي التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبين أن الولايات المتحدة لا زالت تنظر الى العالم نفس النظرة القديمة التي كانت سائدة خلال فترة الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتي السابق.
هناك بنود في هذه الاستراتيجية تتناول علاقة الولايات المتحدة مع الدول الكبيرة أو الدول المنافسة أو الغريمة لها مثل روسيا والصين ،حيث دعت هذه الاستراتيجية إلى مكافحة الصين ومواجهة روسيا ،وهذا طبيعي في إطار التنافس وفي إطار حرص الولايات المتحدة على البقاء الى الأبد كقوة عظمى في العالم ،كما أنه من الطبيعي أن ترفض روسيا والصين ما تضمنته استراتيجية ترامب من اتهامات لهما.
ولكن الشيء غير الطبيعي وغير المقبول بالمرة في هذه الاستراتيجية هو ما ورد حول محاربة التهديدات العالمية ،حيث استثنت استراتيجية ترامب إسرائيل من الدول المهددة للأمن القومي العالمي أو الأمريكي وقالت إن إسرائيل بريئة من أزمات المنطقة ورفضت الحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي باعتباره سببا رئيسا لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط!
فهل هذا منطق مقبول تحت أي مبررات ؟
لا أمل أن يأتي اليوم التي تسمي فيه الولايات المتحدة الاشياء بأسمائها الحقيقية ،فسوف يبقى الإرهاب هو المقاومة وسوف تبقى المقاومة هي الإرهاب ،وسوف تبقى إسرائيل في حالة دفاع شرعي عن النفس مهما قتلت ومهما دمرت وسوف تظل امريكا تستخدم سلاح الفيتو لتحقيق مصلحة إسرائيل وتبرير كل جرائمها حتى وان قتلت العالم كله.
داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية لا تكون إرهابية ولا يتم التحرك ضدها الا إذا تعرضت للولايات المتحدة أما ما عدا ذلك فلتفعل ما تشاء وتدمر استقرار الدول وبقاءها كيفما تشاء.